«سويسرا الشرق». اللقب الذي كان يطلق على سبيل الدعاية السياحية والخدماتية المجانية للبلاد، جعل من المقارنة الفوتوغرافية، بين لبنان وسويسرا، أكثر قابلية على التحقق بالنسبة إلى حسن شعبان.
ضمن إطار برنامج «سمارت» (تنظيم مؤسسة التنمية المستدامة في المناطق الجبلية ــ سويسرا)، دعي المصوّر الصحافي اللبناني إلى الإقامة 3 أشهر (6 شباط/ فبراير حتى 9 أيار/ مايو) في سويسرا، للعمل على ثيمة تتعلّق بتغير المناخ. اختار شعبان موضوع المياه للعمل عليه، لارتباطه بالثروة المائية التي تعدّ قاسماً مشتركاً بين لبنان وسويسرا، ليخرج بمجموعة فوتوغرافية توثيقية بعنوان «طاقة الماء». في المقابل، استضاف «دار المصوّر» الفوتوغرافية السويسرية نيكول هيرزوغ ــ فيري التي صوّرت الموارد المائية في لبنان في مجموعتها «الماء للحياة». مجموعتا الصور تعرضان حالياً في «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت) تحت عنوان «ماء»، قبل الانتقال في 15 أيار (مايو) إلى «دار المصوّر» (الحمرا ــ بيروت) حتى 25 أيّار. ليست هناك نقطة مياه واحدة في صور شعبان.
البحيرات والسدود المائية كانت متجمّدة خلال مكوثه هناك. وفي دليل واضح على تغيّر المناخ وتأثيره على العالم، لم تكد تمطر السماء، سوى أيام قليلة، في الأشهر التي أمضاها. هذا ما دفع بعض محطّات توليد الطاقة إلى إجراء صياناتها في تلك الفترة الإستثنائية. تجول عدسة شعبان على السدود المائية ومحطات توليد الطاقة، وفي هذا لمحة متقدّمة عن علاقة الإنسان بالمياه، أقلّه في سويسرا التي تعدّ خزان أوروبا. تعتمد سويسرا على المياه بشكل أساسي لتوليد الطاقة. تمكّن شعبان من الوصول إلى تلك المنشآت التي تقبع على ارتفاعات بين 1500 و2500 متر. أما الجدران الشاهقة التي كانت تبدو للوهلة الأولى مجرّد سدود، فتحوي مئات الكيلومترات من الأنفاق التي يتنقّل فيها عمال المحطة على دراجاتهم الهوائية.
زار حسن أربع محطات لتوليد الطاقة؛ «لافي»، و«بيودرون»، و«نينداز»، و«سانت ليونارد»، إلى جانب سدَّي «إموسون»، و«غراند ديكسنس». تخضع العدسة، لصلافة الحديد، والماكينات والمراوح والتوربينات الكبيرة، والدهاليز الإسمنتية التي لا تبيّن سوى ضآلة الكائنات البشرية أمامها. مقابل هذه الحدائد، يترك شعبان مساحة محدودة للمناظر الطبيعية على جبال الثلج، وللجانب الإنساني المباشر في بورتريهات التقطها للعمال الذين ينتمون إلى أجيال عمرية مختلفة. تلاحق عدسة شعبان آلية عمل هذه التوربينات الضخمة، ورحلة المياه عبر قساطل عملاقة قبل تحوّلها إلى طاقة. إن عرض مشروع مماثل في بيروت، لا يستثير سوى التقصير والثغرات الهائلة في «عدم» استخدام الموارد المائية اللبنانية وهدرها. سنشاهد هذا في «الماء للحياة» لنيكول هيرزوغ ــ فيري الذي يعرض مقابل صور شعبان. صور الشوف واللقلوق وأفقا والعاقور ونهر وابرهيم وغيرها من السدود والآبار والأنهر والبحيرات، تظهر علاقة أكثر بدائية مع المياه من خلال الحلول العفوية والفردية التي يقيمها اللبنانيون معها، من منطلق أن «الماء للحياة».

* «ماء»: ابتداء من 15 حتى 25 ايار (مايو) ــ «دار المصوّر» (الوردية ــ بيروت). للإستعلام: 01/373347