كما لا حيلةَ لي أمامَ حياتي،لا حيلةَ لي أمامَ هذا الكمِّ الوافرِ من الموت.
لا حيلةَ لي/ أعرف.
لكنْ، لا بدّ من تلفيقِ مَخرجٍ ما، أو تَـوَهُّمِ إمكانيّةِ العثورِ على مخرجٍ ما.

لا حيلةَ لي أمامَ شيء،
ولا عادَ بمقدوري، في رحابةِ هذا العماءِ الدامي،
أنْ أُميِّزَ ملامحَ موتايَ عن ملامحِ «موتايَ الآخرين».
لهذا (وما أفدحَ هذا!)
سأُعَـزّي نفسيَ بالقول:
كلُّ قتيلٍ قتيلي. وكلُّ فقيدٍ فقيدي.
وكلُّ واقعٍ في الموتِ (ولداً كان، أو بنتاً، أو شيخاً، أو امرأةً، أو طفلاً، أو....)
سأُسَـمّيهِ قتيلي، وفقيدي، و«حفيدةَ عمّي» ــ قربانةَ الورد
التي طَيَّرَ اللّغمُ عظامَها ولحمَها وأيامَ سنواتِها السبعِ... على قارعةِ الطريقِ إلى بيتِ سلامِها وسلامتِها.
سأُسَمـّي جميعَ ناسِ الأرضِ ومخلوقاتِ الأرضِ: مفقوديَّ، وشهدائيَ، ومُستَحِقّي شَكاتي ودمعتي.
ولأنني لن أستطيعَ تَـدَبُّـرَ ما يكفي مِن أكاليلِ الزهرِ لطمأنةِ أرواحِهم (أرواحِهم جميعاً) في عتماتِ مقابرهم
سأكتفي ــ شاكراً ومعتذِراً للأرض- باستعارةِ هذه الزهرة
هذه الزهرةِ الصغيرة/ هذه الزهرةِ اليتيمةِ/
هذه الزهرةِ الصغيرةِ/ القُربانةِ/ اليتيمةِ/ البخسةِ/ الثمينةِ/ الحانيةْ...
وأضعُها، بكلّ ما أُوتيَ الثاكلُ من الحنانِ والعجزِ وحياءِ القلب،
على سقفِ هذه المقبرةِ العظيمةِ الـمُـلَـوَّعة:
مقبرةِ العالَم.
24/8/2016