الشاعرُ يَصرعُهُ قلبُه, والعصفورُ يُذبَحُ بريشةِ جناحِه.
كالعادة, كالعادةِ دائماً،
أوّلَ ما أفتحُ عينيّ، أتَوسّلُ إلى الربّ:
«إلهي! أعطِنا خيرَ هذا النهار!».

وكالعادة، كالعادةِ دائماً:
أمسحُ ما اْسوَدَّ من دموعِ الليلةِ الفائتةْ،
ثم أفتحُ بابَ الحياة
لاستقبالِ حصّتي الصباحيّةِ من جثامينِ الموتى.
أبداً، لم أكنْ قد هيّأتُ نفسي لاستقبالِ هذا النهارِ بدمعةْ.
فلقد عملتُ بنصيحتك يا رفيقي:
تنفّستُ أعمقَ ما أستطيع. فكّرتُ في ما أُحِبُّ ومَن أُحِبّ. احتَـمَيتُ برحمةِ الموسيقى. قلتُ «صباح الخير» للوردة. دلّلتُ القططَ، وردَدتُ التحيةَ للعصافير، وتَمنّيتُ للنحلاتِ نهاراً مباركاً. و... تذكَّرتُ كلمةَ «الأمل».
وفوق كلّ شيء (تلك كانت نصيحتكَ أيضاً):
مطَطتُ شفتيّ على هيئةِ ابتسامةٍ يابسة، وابتلعتُ كلمةَ «اللعنة!».
مع ذلك يا صاحبي، مع كلّ ذلك...: هي الدموع.
لكأنّ الدموع، من خلفِ كلّ هذه التحصينات،
تسبقُنا إلى رؤيةِ ما لا يُرى
وتَقرأُ، قبلَ وقوعها، أحزانَ نهاراتِنا القادمة.
هي الدموعُ يا صاحبي. هي الدموع.
على كلّ حال:
لستُ نادماً على الدموع، ولا مُستَحِياً بها.
إنها شهادةُ الإثباتِ الوحيدة
التي تؤكِّدُ أننا لا نزالُ ننتمي إلى جنسِ الإنسان
الإنسانِ الذي... «لم يَكنْ أبداً».
7/9/2016