صديقي الذي توشكُ أنْ تَتَـقَيَّأهُ نفسي مَحشُوٌّ قلبُهُ بالبياضْ
وتَفوحُ مِن أمعائهِ رائحةُ البخورِ والفضائل...
بحيثُ لا يَصلحُ لأِنْ يكونَ إلاّ قدّيساً أو... قوّاداً.
تحتَ لسانهِ سبعةُ أناجيل، وعشرون مُصحَفاً،
وقاموسٌ مُتخَمٌ بمدائحِ السلامِ، والمحبّةِ، ونَزاهةِ القلبْ (نزاهةِ الـ... قلب!).
أمّا عن القلب... فَـ: ثقبٌ أسود.

لصديقي عَلَيَّ الكثيرُ الكثيرُ مِنَ المآخذ.
أمّا أنا فلا مأخذَ لي عليه
سوى أنهُ (وهو صديقي منذ عهودٍ وعهود)
صنعَ لنفسِهِ آلافَ المريدين والعابِدينْ
لكنهُ (طوالَ عهودٍ وعهود)
لم يُفلِح في صناعةِ عدوٍّ واحد.
قلتُ: «صديقي»؟...
حسناً!... بأيِّ صفةٍ ذميمةٍ أخرى
يمكنُ لجبانٍ مثلي أنْ يُسَمِّيَ عدوّاً له
لم يَتَسَـبَّـبْ (طوالَ عهودٍ وعهود)
إلاّ في تَحيِـيرِهِ... وإخافتِه؟
5/10/2016