سحبت قطر أخيراً فيلم «الفتاة الدنماركية» للمخرج البريطاني توك هوبر من صالات الدوحة، على خلفية اعتراضات إلكترونية اتهمته بـ«الانحلال والانحراف». الفيلم الذي يؤدي بطولته الممثل الحاصل على أوسكار إيدي ريدماين (الصورة)، يصوّر سيرة ليلي ألبي (1882 ــ1931) المتحوّلة الجنسية الشهيرة التي عُرفت سابقاً بشخص الرسام إينار ويغنر. كانت ليلي من أوائل الأشخاص المعروفين الذين خضعوا لعملية جراحية لتغيير جنسهم. «نود إعلامكم بأنّنا تواصلنا مع المعنيين ومنعنا عرض الشريط»، كتبت وزارة الثقافة القطرية عبر تويتر، متوجهةً إلى المعترضين بالقول: «شكراً لكم على حرصكم الدائم»، علماً بأنّ الوزارة لم تقدّم تفسيراً واضحاً لسحب هذا الفيلم الجميل الذي بدأ عرضه في دول عربية عدّة؛ بينها لبنان يوم الخميس الماضي. ونقلت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية عن أحد العاملين في الصالات القطرية تأكيده أنّه تلقى أمراً بوقف عرض «الفتاة الدنماركية» أوّل من أمس، من دون معرفة السبب، بينما تحدّث موقع «ذا دوحة نيوز» الإخباري عن استنكارات رُصدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحديث عن «الفساد الأخلاقي للعمل بعد مشاهدة شريطه الترويجي». هكذا، تكون يد الرقيب الأخلاقي القطري قد امتدت إلى عمل يتطرّق إلى موضوع هام، ويستكشف مخرجه مفهوم الجندر سينمائياً، طارحاً العلاقة بين الصورة والجندر، وكيف يمكن تفكيك الاثنين، وإعادة بنائهما. فهل تمتد عدوى المنع إلى دول عربية أخرى؟
* صالات «غراند سينما» (01/209109)، «أمبير» (1269)، «سينما سيتي» (01/995195)