إلى مزرعة بسطرة المرتفعة عند سفح جبل الشيخ، صعد فريق الطب البيطري في الكتيبة الهندية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، لتفقد المواشي التي يملكها قاسم زهرة. ابن شبعا المقيم في المزرعة النائية التي هجّر الاحتلال الإسرائيلي أهلها، يعتاش من الغنم والماعز والخواريف التي تشكل ثروته الوحيدة بعدما أحرق العدو حقول القمح والأشجار المثمرة التي ورثها عن والده.
يشكّل زهرة وأسرته أيقونة الصمود في موقع غير مأهول، يبعد عن شبعا أكثر من ساعة وتنقطع إليه السبل في أشهر الشتاء. لكن الخدمة البيطرية المجانية التي يقدّمها هنود اليونيفيل، تشكّل عاملاً رئيسياً لصموده. برئاسة الطبيب البيطري المقدّم بي. بي. بورا، يعاين الأطباء ومساعدوهم المواشي أسبوعياً ويعطونها الأدوية والمقويات اللازمة. يصعب على زهرة الانتقال إلى مقر الكتيبة في نقار كوكبا (قضاء حاصبيا). «في حال حدوث حالة طارئة، يهرع الفريق إلينا لمداواة الماشية»، يقول زهرة. وفق برنامج أسبوعي، يجول الفريق بأدويته وأدوات العلاج على مربي الحيوانات، سيّما المواشي، في نطاق عمل الكتيبة في بلدات العرقوب وحاصبيا حيث تفتقد خدمة البيطرة والحصول على العلاجات مجاناً. منذ التحاقها باليونيفيل وتمركزها بين إبل السقي وكوكبا، خصصت الكتيبة وحدة خاصة للبيطرة تتفرّد بتقديم الخدمة الشاملة من معاينة وجراحة وأدوية في العيادة المتخصصة داخل مقرّها أو في زيارات ميدانية، حتى ذاع صيتها إلى مناطق الجنوب خارج منطقة عمل اليونيفيل. من حاصبيا، أحضر جواد عربي إلى العيادة البيطرية، في محاولة لإنقاذ حياته بعدما لسعته أفعى. قبله، حضرت أربعة كلاب بحال حرجة إلى العيادة حيث خضعت لجراحة أيضاً. على سرائر أخرى في العيادة الشبيهة بالمستشفى الميداني، خضعت أحصنة وقطط لعمليات مماثلة جراء كسر أو نهش. في هذا السياق، يوضح بورا أنّ الفريق عاين 26 ألف حيوان منذ آذار (مارس) الماضي، منها خلال 116 مخيماً تنظمه الكتيبة في البلدات حيث تدعو من يرغب لإحضار حيواناته للمعاينة والعلاج وتلقيحها باللقاحات الوقائية والمانعة لانتقال الأمراض والعدوى.