من بؤس مخيمات اللجوء، وقهر المجتمعات التي تعيش خطر الحرب والتهجير، والاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلى رحاب أوسع، زاخرة بعيون من أمل في الإبداع والعطاء. هكذا يمكن اختصار رحلة «العمل للأمل» منذ عامين، وآخرها تنظيم «مهرجان أوان» (يبدأ اليوم ويستمر لغاية 17 كانون الأول/ ديسمبر)، الجامع للموسيقى والمسرح والفنون البصرية، والنقاشات الفكرية.
من اللاجئين والشباب وصولاً الى النساء، يغطي هذا المهرجان الثقافي مختلف الشرائح، التي زوّدها قبلاً بالأدوات والقدرات الإبداعية، ومنحها فرصاً لتنمية مواهبها وتقديمها. ويقدم المهرجان خمس محطات هي: جلسة نقاشية بعنوان «استكشاف الفعل ورد الفعل» (اليوم ــ س:18:00 ــ مانشن)، ومعرض فوتوغرافي بعنوان: «لا بيوت في المخيم»، (من اليوم وحتى 19 كانون الأول/ ديسمبر ـ مانشن)، وعرض «حمرة» (14 و15 ديسمبرـ س:20:00 ــ مانشن)، وحفلتان موسيقيتان هما «زهورات» (10/12 ــ س:20:00 ـ مانشن)، و«مال الهوى» (17/12 ـ س:20:00 ـ مسرح بيريت).
في طاولة النقاش التي ستعقد اليوم في «مانشن» (زقاق البلاط)، تطرح إشكاليات تتعلق بالفنانين/ ات وعلاقتهم بقضايا اللجوء وبالتحديد السوريين. سيناقش كل من أسامة حلال، مازن السيد، نادين صليب، ياسمين مرعي، انخراطهم في مشاريع فنية، وإبداعية وتعليمية، ذات علاقة باللجوء. النقاش الذي يديره عبد الله الكفري، يطرح أيضاً إشكاليات تتعلق بتأثر هؤلاء على الصعيد الشخصي، عبر العمل مع اللاجئين، وذاك الجهد المتأرجح ما بين العمل الاجتماعي والفني. أضف إلى ذلك التعريج على الجانب النقدي، الذي يطال هؤلاء، والخلط ربما بين أعمالهم وبين دخولهم في أعمال تخص اللاجئين، وأيضاً، التأثير الاجتماعي والسياسي، لهذه الأعمال على الفنانين، وما إذا كانت قد حققت لهم صيتاً إيجابياً، لا سيما في ميدان الإعلام، واهتمام الأخير أكثر بهم بعد انخراطهم في أعمال مساعدة اللاجئين.
وللنساء حصتهنّ في المهرجان، عبر فرقة «زهورات»، الموسيقية (10/12 س:20:00 ـ مانشن). ست خريجات هن آية بكار (بزق)، سلمى الجدعان (الرق)، مريم قيسانية (أكورديون)، مها فتوح (بزق)، هبة بكار (طبلة)، هنادي الحاج (العود)، من مدرسة «الأمل» للموسيقى، سيحيين أول حفلة لهنّ. لقاء يضم مقطوعات موسيقية من سوريا ولبنان ومصر. أما «حمرة» (إخراج سارة زين)، فهو كناية عن عرض مسرحي يجمع ما بين الكلام والأداء، ألّفته لاجئات سوريات، سيقدم يومي الخميس والجمعة (14 و15 كانون الأول/ ديسمبر) في «مانشن» أيضاً. في الجانب البصري، وتجسيداً منه لفكرة التناقض ما بين المسكن المؤقت والدائم، الذي يخص بالتحديد المخيمات، يقدم الفنان المصري حمدي رضا، في معرضه الفوتوغرافي التجهيزي (يضم 17 صورة)، عصارة جولته على مخميات اللجوء في تركيا والأردن ولبنان، ويجهد لنقل تفاصيل الحياة اليومية التي تضجّ بها هذه المخيمات وسكّانها، والوقت الذي يعتقد أنه مرهون بمساحة زمنية معينة، لكنه لا يفتأ أن يكون مفتوحاً على زمان غير محدد.
ختاماً، وعلى مسرح «بيريت» في «جامعة القديس يوسف» (17/12 ــ س:20:00)، ستقام حفلة «مال الهوى» التي تشهد للمرة الأولى عزف 19 طالباً/ ة، تراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، بعدما تدرّبوا في سنتهم الأولى على الموسيقى، واختاروا الآلات التي يودون العزف عليها. أكثر من 30 أغنية ومقطوعة موسيقية تعرّف اليها هؤلاء، من التراث السوري والفلسطيني، العراقي، والمصري، سينتقون منها مجموعة لتقديمها في «مال الهوى».

مهرجان «أوان» بدءاً من الليلة حتى 17 كانون الأول (ديسمبر) ــــ أماكن متعددة في بيروت - للاستعلام: 01/739243