مُـقَـدَّماً، أقولُ للحياة: أُسامِـحُكْ! أُسامِـحُـكِ على الألـمْ.
أسامِـحُـكِ على الخوفْ.
أُسامِـحُـكِ على ضائقةِ الأملِ وفاقَـةِ الصبر.
أسامِحُكِ على المرارةِ، واليأسِ، وسوءِ الطالِعِ، وضيقِ الزمانِ أوَ... ما كانَ مِن ضيقِ ذاتِ اليد.

أُسامحكِ على أنّ الدروبَ التي أَوقَعتِـني فيها
كانت شاخِصاتُها عسيرةً على القراءة،
بل وأحياناً كانت تُشيرُ إلى غيرِ مَقاصِدها ونهاياتِها.
أُسامحكِ على الـمَعاثِـرِ، والـمَهاوي، وخيباتِ الفؤادِ والعقل.
وأسامحكِ على ما أَمْطَـرَتْـني بهِ شموسُكِ مِنَ الظلماتِ، حينَ كنتُ في أَمَسِّ الحاجةِ إلى نُقطةِ نور.
وأُسامحكِ على الدموع.
مُـقَـدَّماً، «مُقَـدَّماً» (إذا كان لا يزالُ في الوقتِ ما يكفي لقولِ «مُـقَـدَّماً»)
أقولُ للحياةِ: سامِحيني!
سامحيني على أنني كنتُ ضيفاً سـيِّـئاً على مأدبَــتِك، وكفرتُ بالنعمة.
ومُقَـدَّماً، أركع.
أركعُ هكذا...
مُستَعطِفاً، مُتَوَسِّلاً، مُتَذَلِّلاً كشَحَّادي أبوابِ الكنائس؛
هاكذا، هاكذا...
وجبهتي غائصةٌ في التراب/ تُرابِـها الوسِخِ الكريم
أَعدُّ ثوانيها الثمينةَ الباقيةْ
وَأَنْـتَـحِبْ.
17/1/2018