يُشَرِّع «مسرح مونو» الليلة أبوابه لمسرحيّة «البيت» للكاتبة أرزة خضر، ولكن هذه المرّة بإخراجٍ جديد. كانت خضر قد كتبت المسرحيّة في لندن عام 2007، وقدّمتها ضمن أسبوع القراءات المسرحيّة على مسرح الـ «رويال كورت» عام 2008، ثمّ في تونس سنة 2009، لتصل إلى نيويورك ضمن فعاليّات مهرجان PEN World Voices Festival عام 2010.
أصداء «البيت» لم تقف عند هذا الحدّ، بل تعدّته لتنشر مع العديد من المسرحيات اللبنانيّة في كتاب «من الكتابة المسرحيّة اللبنانيّة الجديدة» (دار بيسان) سنة 2011. كما نشرتها «دار ممدوح عدوان» مع مسرحيّات عربيّة أخرى في كتاب صدر عام 2011 تحت عنوان «مسرحيّات عربيّة من الألفيّة الثّالثة». لم تكتف المسرحيّة بهذا الانتشار، فقد ترجمت إلى الفرنسيّة تحت عنوان La Maison عن «دار اليزاد» عام 2013. وبعدما نُقلَت إلى الإنكليزيّة فالألمانيّة، وعُرضت بإخراج أكسل كراوس سنة 2014 في ألمانيا، ها هي «البيت» تطلّ بطاقمٍ مطوَّر وبإخراجٍ جديد لتُعرضَ في «مونو».
حملت الكاتبة، والممثّلة، والرّاقصة ــ وللمرة الأولى المخرجة المسرحية ـــ كارولين حاتم، على عاتقها مشقّة إخراج هذا العمل بشغفٍ وحماس. «البيت» عمل مسرحي يحكي قصّة عائلة مؤلفة من أختين وأخ يتنازعون على إرث والدهم بعد وفاة الوالدة. تدور بين الوَرَثة نزاعات محبوكة ضمن قالَبٍ دراميّ سلس. يظهر التفاوت في تركيب الشخصيات جليّاً، فينشأ صراع عقل/ عاطفة في جوٍّ من الدراما والتشويق. يُظهر العمل بواقعيّته، حالة البيت اللبنانيّ الذي يمسّ بطريقة أو بأخرى المُشاهد، وما يمكن أن يحصل من مواقف طريفة أو جديّة فيه. لا يخلو العمل من لمسة حاتم الفنيّة، فيدخل فيه الرقص بشكل عفويّ ومدروس في آن. كما يرفع أداء الممثلين وحنكتهم المسرحية أعمدة «البيت»، ليغدو العمل صلباً ومتماسكاً. ولا ننس حضور الممثّلة، والكاتبة والمخرجة يارا أبو حيدر (1978)، بالإضافة إلى الممثّلة جيسّي يوسف خليل، والممثل طارق يعقوب اللذين اكتمل «البيت» بأدائهما. العمل يبرز ماهية الروابط الأسريّة بكلّ جوانبها، فيغوص في أعمق التفاصيل التي قد تواجه أي منزل لبناني في واقعنا المعاش، ليسلّط الضوء على مشكلةٍ هنا وأزمة هناك، عسى أن يجمع الوطن في «بيت».

«البيت»: بدءاً من الليلة حتى 24 شباط (فبراير) ــ «مسرح مونو» (الأشرفية ــ بيروت) ــ للاستعلام: 01/202422