أنْ تكونَ صاحبي وحبيبي فهذا يعني أنْ تكونَ ــ على غيرِ ما يفعلُ اللّـه ــ
قد صدَّقْتَني حين طَـيَّرتُ إليكَ صيحتي: «أَنْجِدني!»...
وأنكَ، يا صاحبي وحبيبي،
لم تقلْ: «لعلّهُ يُبالغُ، أو يمزحُ، أو يَمتَحِنْ»...
وبالتالي، أبَـحْتَ لنفسكَ نسيانَ صرخةِ استغاثتي
وتركتَني -وحيداً مع اللّه ــ أَلعنُكَ في سرّي... وأموت.
أنْ تكونَ صاحبي وحبيبي (يا مَن كانَ صاحبي وحبيبي)
يعني، أوّلاً، أنْ تكونَ -في كلّ ضائقةٍ، أو محنةٍ، أو تَمرينٍ كاذبٍ على طلبِ العون-
عاجزاً عن تَكذيبِ الصرخةْ،
و أوّلاً أيضاً: أنْ تظلّ، حتى بعد أنْ تكونَ صيحتي قد خمدتْ في أمعائي،
عاجزاً عن النسيان...
نسيانِ أنها كانت صيحةَ موشِكٍ على الموت...
و... أوّلاً وأوّلاً وأوّلاً:
نسيانِ أنّ صورتكَ ــ صورتكَ وأنتَ تبتسم ــ
كانت أوّلَ ما تَـمَّ دفنُهُ في أحشاءِ تلك الصيحة.
4/11/ 2017