عقدت لجنة «مهرجان البستان» أمس مؤتمراً صحافياً للإعلان عن برنامج الدورة الحالية التي تبدأ في 18 شباط (فبراير) المقبل. لا جديد في الكلمات (الأوضاع الأمنية، لبنان الحضارة، الموسيقى...)، سوى أمرين: الأوّل هو موضوع قديم صحيح، لكن هذه السنة علت وتيرة المنظمين بشأنه. إنها تكاليف المهرجان التي لا تغطّي عائدات بيع التذاكر أكثر من 30 في المئة منها. هكذا، تمنّت اللجنة على الصحافة تغطية ليالي «البستان» بالشكل الكافي، لا لجذب الجمهور فحسب، بل لدفع أصحاب الملايين إلى الاستثمار في رعاية المهرجان أيضاً. للمرّة الأولى، نلمس أن القائمين على «البستان» كادوا يصرّحون بأنّ مستقبله في خطر. إن كان بيع جميع البطاقات لا يغطي تكاليف هذا الحدث، فأين المشكلة؟ وما هو حلّها؟ في الواقع، الصالة الرئيسية التي تجري فيها الحفلات لا تكفي ــ ولو امتلأت ـــ لتغطية النفقات. إذاً، المشكلة في النفقات. السلع عموماً، ارتفعت أسعارها على نحو هستيري. ومهزلة القدر أنّ مَن أسهم ويسهم في هذا الأمر هم بعض من نراهم جالسين في الصفوف الأمامية «يستمتعون» بالموسيقى في الليل، و«يعيثون» بالاقتصاد في النهار! الأمر الجديد الثاني، متعلِّق بالأوّل، ويكمن في إكثار المدير الفني للمهرجان جيانلوقا مارتشيانو من استخدام أفعال التفضيل عند الكلام عن فناني المهرجان: «هذه أفضل (لا «من أفضل») عازفة كمان في العالم»، و«هذا أهم كذا...»، و«هذا أكبر...». يعتقد مارتشيانو أن الصحافة ستتأثر بكلامه، مستغلاً جنسيته الإيطالية ومهنته كعازف بيانو وقائد أوركسترا من جهة، و«جهلنا» من جهة ثانية! أما في الواقع، فمعظم من يتكلّم عنهم جيّدون، بعضهم ممتازون وبعضهم الآخر عاديون، لكنّهم جميعهم أبعد من أن يكونوا الأفضل في العالم... Scusate Maestro!
نستغل هذه المساحة اليوم لقول هذا النوع من الكلام بنيّة توفير المساحة للموسيقى في ملفنا الخاص عشية انطلاق «البستان». أما في العموم، فإنّها دورة جيدة جداً. بعكس بعض الدورات السابقة، أكثر من 90 في المئة من البرنامج هو من كلاسيكيات الريبرتوار الكلاسيكي الغربي. لا أمسية ضعيفة (باستثناء واحدة عنوانها خالد مزنّر). المواهب الكبيرة الشابة موجودة. عروض الأوبرا والباليه كذلك. تشايكوفسكي أبرز الحاضرين يليه بيتهوفن ودفورجاك. عنوان الدورة «الموسيقى والطبيعة». أما الغائب الأكبر، فهو... باخ!



«مهرجان البستان»: من 18 شباط (فبراير) حتى 23 آذار (مارس) ــ فندق «البستان» (بيت مري ــ قضاء المتن).
للاستعلام: www.albustan-lb.com