على هامش مباريات كرة القدم في مونديال روسيا 2018، حدثٌ آخر جذب انتباه المتابعين ومتصفّحي وسائل التواصل الاجتماعي. لم يكن اللاعبون أبطال هذا الحدث، هذه المرة، بل الجماهير التي كانت تعجّ بها المدرّجات، في ملعب «أتكريت أرينا»، وخصوصاً جمهوري فريقي السنغال وتونس.وفيما فاز فريق «الأسود» (السنغال) على بولندا بهدفين مقابل هدف ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثامنة، فقد حظي جمهوره بمديح، لقيام مشجّعيه بـ«لفتة» عُدّت استثنائية ولكنها غير اعتيادية.


فبُعيد انتهاء المباراة، أظهرت مجموعة صور ومقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، قيام الجماهير السنغالية بجمع القمامة من الملعب، في بادرة بدت لطيفة من قبل هذه الجماهير. هذه الحادثة لم تكن سابقة، إذ نالت الجماهير التونسية حصة بدورها من التركيز، إثر قيام مشجعين من تونس بجمع القمامة بعد نهاية المباراة، مساء أمس الأول، بعد خسارة منتخب بلدهم أمام الخصم الإنكليزي بهدفين مقابل هدف، وفي الدقيقة الأخيرة.
وفيما رأى بعض النشطاء أن البادرة هي مظهر من مظاهر «الثقافة والرقي»، لم تستطع بعض المواقع الإلكترونية العربية، بدورها، أن تستعيض عن استخدام التصنيفات المعلّبة، وإقحامها في سياق حدثٍ عابر دون وجود حاجة إليها. كذلك، قام جمهور اليابان ببادرة مشابهة، خلال مباراة المنتخب أمس، الأمر الذي تطرّقت إليه صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية وموقع «بي بي سي». إلا أن مراسل «بي بي سي» لكرة القدم، ربط الخطوة اليابانية بتبرير ثقافي يحيل بادرة الجمهور الياباني إلى تجذّرها كعادة لديه، أو تقليد في ثقافة الشعب. وقد أشار هذا المراسل إلى أن هذا الشعب «يتصرف على النحو نفسه في جميع المسابقات الرياضية، وليس فقط في كرة القدم».