خطوة نادرة وجريئة، سجلتها أخيراً الفرق الفنية العربية المشاركة في مهرجان «مقام» في أوزبكستان. من خلال سلسلة ضغوط مارستها على القائمين على المهرجان الفني، تمكنت هذه الفرق من إقصاء الممثل الإسرائيلي المشارك في لجنة تحكيم المهرجان، والى جانبه العلم الصهيوني. من لبنان (حنين أبو شقرا/ الصورة وفرقتها الموسيقية)، والأردن (الفنانة مكادي نحاس والموسيقي يعرب سميرات)، ومصر (فرقة «زي زمان»)، والسعودية (الفنان عماد محمد وفرقته)، واليمن (الفنان فواز شهاب)، والجزائر (فرقة الجزيرة)، وتونس (الأخوين الغربي)، والعراق (الفنانة نوفا عماد وفرقتها)... كل هؤلاء تكاتفوا يداً واحدة في وجه التطبيع الثقافي والفني مع العدّو الإسرائيلي، في مشهدية عربية قلّ نظيرها في زمننا الحالي، الذاهب نحو أحضان «إسرائيل». وبعد إستجابة منظمي المهرجان، سيّما وزير الثقافي الأوزبكي علي حسن، لسحب التمثيل الإسرائيلي، قامت الفرق الفنية المذكورة بتقديم الشكر لهم، والثناء على ما قاموا به «لما ينسجم مع رسالة الفن العربي العريق والملتزم» تبعاً للبيان الذي أصدروه. على صفحتها الفايسبوكية، شرحت الفنانة الأردنية مكادي نحاس، تفاصيل ما جرى في «مقام»، وكيف تقدمت الفرق العربية بشكوى الى المنظمين، مؤكدة أن «ما نقدمه كفرق مشاركة هو فن عربي تراثي عريق أصيل»، وعبّرت عن إعتزازها «بالوقفة العربية التي لم تتردد في اتخاذ هذا الموقف». بدورها، لاقت الفنانة اللبنانية حنين أبو شقرا، حفاوة عالية، على المنصات الإجتماعية. أبو شقرا نشرت يوم الجمعة الفائت، شريطاً قصيراً (50 ثانية)، أعلنت فيه عن إنسحابها من المهرجان مع فرقتها الموسيقية، بسبب وجود عضو لجنة تحكيم إسرائيلي، ووصفت ما حدث بـ «الإحتلال الثقافي». الفنانة اللبنانية التي وثّقت عملية الإنسحاب عبر تسجيل حيّ من هناك، استطاعت أن تحتل وسائل التواصل، وتصوّب البوصلة مجدداً نحو مقاطعة العدو الإسرائيلي بكل أشكالها، بعد محاولة تكريس واقع مغاير، سيما في لبنان. واقع يسعى لتمرير مشاريع التطبيع الثقافي على وجه الخصوص.