خذوا الكاميرات، والميكروفونات، والصحونَ اللاقطة، والشاشاتِ العملاقةَ، والهواتفَ الذكيّةَ، والطبولَ، والأبواقَ، والمشاعلَ (صانعةَ الظلماتِ والكوابيسِ)، والبيارقَ (العلامةَ الـمُـسَجَّـلةَ للأهوالِ والمآتمِ)، والأناشيدَ، والصلواتِ (عُدّةَ الأكاذيبِ والخياناتِ والندمْ)!...خذوها كلّها وكلّها!.../ قالَ الماضونَ إلى موتِهم.
وخذوا! خذوا النَدّابينَ، والـمُغَـرِّدين، والكهنةَ ــ صيارفةَ اللهِ الـمُـحَـلَّفين، والـمُرَتِّلينَ، والواعِدينَ، وأوغادَ الأملِ، وغَسَـلَةَ الجثامينِ، وسماسرةَ العواءِ والدمعِ والأزهار!
وخذوكم أنتم!/ قالوا...
نريدُ، كما في ماضي أسلافِنا الرحيم،
أنْ نموتَ، مثلما كانوا يموتون، في الخفاءِ الرائقِ الحنونِ الـبَـهِـيِّ المؤَدَّب.
نريدُ ظَلاماً صالحاً، و... صمتاً.
خذوا الضوضاءْ!
7/12/2017
خفاءُ الرحمةْ...
- منوعات
- يوميات ناقصة
- نزيه أبو عفش
- الأربعاء 17 تشرين الأول 2018