نبيل الأظن... انسحب قبل نهاية العرض

  • 0
  • ض
  • ض
نبيل الأظن... انسحب قبل نهاية العرض

لو قيّض للمسرحي اللبناني نبيل الأظن أن يختار مكاناً لموته، لكانت مدينة أفينيون الفرنسية، عاصمة المسرح العالمي. هنا صفق له الجمهور طويلاً حين قدّم مسرحيته «أحدهم سوف يأتي» عن السويدي يان فوس (2006). وهنا أعمض عينيه يوم أمس بعد صراع مرير مع المرض. قصّة نبيل غريبة مع المسرح هو الذي بدأ بدراسة العلوم السياسية في الجامعة اليسوعيّة في بيروت، قبل أن يهجر الحرب الأهليّة (1978) إلى باريس التي ستشهد ولادته الفنيّة. أواسط الثمانينيات أطلق في فرنسا فرقته Labarraca، ونقل إلى الخشبة عدداً من روائع المسرح العالمي والعربي. لكن موعده مع التكريس تأخّر في بلده حتى العام 2004 حين أذهل الجمهور بإخراجه نص جورج شحادة «مهاجر بريسبان» (تعريب عيسى مخلوف) على موسيقى حيّة لزاد ملتقى، ومع باقة من أبرز الممثلين والممثلات. قدّم في بيروت أعمالاً أخرى أهمّها مسرحية هدى بركات «فيفا لا ديفا» (2010) من بطولة رندا الأسمر. وأجرى حواراً طويلاً مصوّراً مع الراحلة مي عريضة مؤسسة «مهرجانات بعلبك»، صدر في كتاب بعنوان «حلم بعلبك» (بالفرنسيّة عن «منشورات المجلة الفنيقية» - 2013). كان نبيل الشاب الأزلي، الأنيق، الهادئ، يخفي في أعماقه براكينَ الغضب والحيرة التي تتفجّر في أعماله. وقد عاش موزعاً بين بلدين وثقافتين، وانتزعه المرض وهو في أوج عطائه، كأنّه ينحاز مرّة أخيرة إلى النهايات المفتوحة…

0 تعليق

التعليقات