أعرفُ (ولا حاجةَ بي إلى مَنْ يُـذَكِّرني): أنا قبيحٌ بما فيه الكفايةْ.
شرِّيرٌ، ظالمٌ، وسوداويُّ الفؤادِ والعقلِ بما فيه الكفايةْ.
مغلوبٌ وعاجزٌ أكثرَ ممّا فيه الكفايةْ.
طاغيةٌ، ساعةَ أشاءُ، بما فيه الكفايةْ.
وقدّيسٌ، ساعةَ أشاءُ، بما فيه الكفايةْ.
وسَفّاحٌ، إذا لزمَ الأمرُ، بما فيه الكفايةْ.
ومسيحٌ (حتى وأنا أعرفُ أنْ لا حاجةَ لأحدٍ بمسيحٍ إضافيّ) أكثرَ وأكثرَ ممّا فيه الكفايةْ.
أنا واحدٌ ، واحدٌ قليلٌ عاديٌّ وسخيفٌ مِن ساكِني هذا العالَم
العالَمِ الذي تُقيمون فيه
العالَمِ الذي تُفسِدونَ وتَبْطَرونَ وتَـتَـبَـرَّزون عليهِ وفيه
العالَمِ الذي صنعتَموه
العالَمِ الذي تَـجتَهدون في إِعمارِهِ وإبادتِه
العالَمِ الذي أنتم آلهتُهُ، وقَوّادوهُ, وأوغادُهُ، وبَطارِكتُهُ، وحفّارو مقابِره...
العالَمِ كُلِّيِّ البذاءةِ، والفخامةِ، وقِلَّةِ القلبْ
الذي كلّما شهقتُ هواءَهُ، وكيفما خطوتُ فوقَ ترابِهِ التعيس،
يَسْوَدُّ هواءُ قلبي
وتَشمئِـزُّ عظامي
ويَسيلُ الحياءُ ــ حياءُ الـمُبْـغِضِ ــ
مِن شقوقِ دماغي وعَينيَّ و نَعلِ حذائي...
: العالَمِ الذي "أنتم"..
28/12/2017