... ثمّ : ما الذي سيتبدّلُ بالنسبةِ إليَّ لو كانَ للحياةِ معنى؟ الحلزونةُ، تلك التي مثلي ومثلُكم غارقةٌ في عماوةِ الطّين، لا معنى لها ولا لحياتِها. ولكنّها تعيشُ، وتَصِرُّ على العيش.
العصفورُ، ذاكَ الذي، باستثناءِ ما تَحلمُهُ أنيابُ القطّ عن عظامِهِ ولحمِه، لا معنى لحياتِهِ أيضاً. مع ذلك يُواصلُ العيشَ، نافِثاً موسيقاهُ الرّخيصةَ.. العبقريّةَ الرخيصةَ (تلكَ التي بلا غايةٍ ولا معنى) في فضاءِ المسكونةِ الغافلةِ التي بلا غايةٍ ولا معنى.
الأشجارُ، هي الأخرى، لا معنى لها. ولكنّها ضروريّةٌ، على الأقلّ لِمن وُلِدوا على أرضٍ مفطورةٍ على «الأشجارِ»، والهواءِ الذي تَـتَـفَـنَّنُ في حِياكَتِـهِ مَغازلُ الأشجار.
والأعشابُ أيضاً. والحجارةُ أيضاً. وأيضاً الغربانُ، والسلاحفُ، والنملُ، والحرباواتُ، والشّعراءُ، والكهنةُ، ودَقّاقو الطبولِ والأجراسِ والجماجم.
.. .. .. ..
أبداً، لن يتبدّلَ أيُّ شيء (سواءً كنتُ الشجرةَ، أو العصفورَ، أو الحرباءَ، أو حتى «أنا»).
لن يتبدّلَ أيُّ أيِّ شيء؛ سوى أنني (أنا الذي لا ضرورةَ لي ولا معنى)
سأظلُّ، بكاملِ لا معنايَ ولا ضرورتي،
مثابراً على تقليدِ عملِ الأحياءِ، في حياةٍ ليس لها أيُّ معنى.
27/7/2018