قبل ذكرى ثورة يناير الخامسة بعشرة أيام، انطلق هاشتاغ #أنا_شاركت_في_ثورة_يناير، وحظي برواج واسع عبر فايسبوك وتويتر. وقد خُصصت له صفحة خاصة على الموقع الأزرق، تحظى بأكثر من 5300 لايك حتى الآن. لكن الهاشتاغ لم ينطلق بناءً على خطة أعدّها المنحازون للثورة لإحياء ذكراها باكراً، وإنّما تضامناً مع الطبيب طاهر مختار واثنين من أصدقائه بعد توقيفهم في 15 كانون الثاني (يناير) الحالي. عضو مجلس نقابة الأطباء، أحمد حسين، قال إنّه من بين التهم الموجهة إليهم «المشاركة في أحداث عنف خلال ثورة يناير 2011». كلام اعتبره المنحازون للثورة «عقوبة ذات مفعول رجعي» لكل من شارك فيها وشهد أحداثها المتداخلة، الأمر الذي أدى إلى إطلاق هاشتاغ التضامن الذي جاء في وقت تتعالى فيه أصوات الإعلاميين الكارهين لهذه الثورة وما جرى فيها، والمطالبين بأن تكون الأولوية هذه السنة لـ «عيد الشرطة».
وكعادة المصريين، لا يمكن تفويت حدث سياسي من دون إطلاق النكات. النكتة الأكثر انتشاراً كانت أنّ هذا الهاشتاغ سيسهّل على السلطات إلقاء القبض على كل من شارك في ثورة يناير، لأنّهم يعترفون علناً بذلك. تعليق ساخر آخر أفاد بأنّ المغني حمادة هلال كتب: #أنا_شاركت_في_ثورة_يناير، مضيفاً: «التي حدثت في شهر يناير»، في محاكاة لأغنيته الشهيرة «شهداء 25 يناير ماتوا في أحداث يناير» التي تعرّضت للكثير من السخرية لدى إطلاقها.
السخرية لم تمنع بروز تعليقات جادة أكدت أن الظهير الشعبي ليناير لا يزال قوياً، فيما شدد بعضهم أنّه رغم عدم مشاركته في الثورة، إلا أنّه يحترم من فعل، مطالباً بوقف الاستقطاب بين الثورتين: 25 يناير وموجتها المكملة 30 يونيو، والامتناع عن سبّ ما جرى في ميدان التحرير كاستخدام ألفاظ مثل «نكسة يناير» أو «25 خساير». ألفاظ تزيد الاحتقان بين المصريين الذين خرجوا من أجل العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، في وقت باتت طموحاتهم في يناير 2016 لا تتعدى الفخر بالمشاركة في الثورة عبر هاشتاغ!