في 2004، انطلقت في العاصمة اللبنانية تجربة متفرّدة حملت اسم «سوق الطيّب»، راهنت على ثقافة الأكل الصحي وتشجيع الزراعة والمنتجات المحلية. التجربة المستمرّة لغاية اليوم، والتي أفرزت خطوات مشابهة على امتداد البلاد، تهدف إلى مساعدة صغار المنتجين والمزارعين على تسويق بضائعهم مباشرة للمستهلك عبر القدوم أسبوعياً من الريف إلى المدينة ولقاء الزبائن المتعطشين إلى مثل هذه المنتجات الأصيلة/ ولا سيّما البلدية والعضوية منها. لعلّ أكثر ما يركّز عليه السوق الذي أسّسه كمال مزوّق، الإضاءة على تقاليد الطهي في لبنان وإعادة إحيائها وتمكين صغار المزارعين والمنتجين والطهاة وربات المنازل على اختلاف خلفياتهم وانتماءاتهم.تحت شعار «اصنعوا الطعام، لا الحرب»، مضى «سوق الطيّب» في رحلته آخذاً في التوسّع، ليشمل بعد ذلك بثلاثة أعوام إطلاق مهرجانات أكل ترمي إلى حثّ الناس على زيارة القرى والأطراف لتذوّق الأطعمة و«المونة» اللبنانية التقليدية، والتعرّف في الوقت نفسه إلى مناطق لبنانية مجهولة بالنسبة إليهم. ولادة هذه المبادرة لم تلغ وجود «سوق الطيّب»، وأخذ المشروعان يسيران بالتوازي على خط واحد، إلى جانب إطلاق برامج بناء القدرات لتعزيز جودة المنتجات في سوق المزارعين الأسبوعي، وتوفير الفرص التعليمية للمزارعين والمنتجين، ليجد نفسه في النهاية، وبفضل شراكات منوّعة، منصة خلق فرص عمل وزيادة الاستقرار الاقتصادي للأسر. أما «طاولة»، فكانت خلاصة التجارب المذكورة آنفاً، إذ وُجدت للإفادة من التجربة بديمومة واستمرارية من خلال مطعم ثابت (في بيروت وعميق ودير القمر ودوما... وتشهد الحمرا اليوم افتتاح «بيت الحمرا» في منزل تراثي قديم) يقدّم طعاماً لبنانياً مئة في المئة، معدّاً بأيدي ربّات منازل من مشارب لبنانية عديدة، أبصر النور في 2009.
بين الخامس والثامن من حزيران (يونيو) الحالي، يحتفل «سوق الطيّب» بذكرى ميلاده الـ15 عبر أنشطة منوّعة في فضاءات بيروتية عديدة، تحتفي بـ«الإنجازات والرؤية والقيم». ستربط هذه المواعيد المشاركين بالجدل الدائر عالمياً حول «التنوّع والدمج والتراث الثقافي والممارسات الصديقة للبيئة والزراعة على نطاق ضيّق...».
في 5 حزيران، سيشهد «معرض الحدائق ومهرجان الربيع» (بدءاً من س: 17:00) في ميدان سباق الخيل، المحطة الافتتاحية، قبل الانتقال في اليوم التالي إلى «بيت الحمرا» (شارع بعلبك ــ بدءاً من س: 18:00) حيث اللقاءات والنقاشات حول مواضيع منوّعة مع منتجي «سوق الطيب» ومتحدثين وخبراء ذائعي الصيت وطنياً ودولياً. وينتهي هذا اليوم مع مساحة للأطعمة والمشروبات اللذيذة. وفي 8 حزيران، ينتقل الاحتفال إلى المحطة الأسبوعية لـ«سوق الطيب» في سوق المزارعين في «أسواق بيروت» (وسط المدينة ــ بدءاً من س: 11:00).