برنامج «الفساد» الذي اعتدنا مشاهدته على تلفزيون «الجديد»، سيقتحم عالم الدراما. هذا آخر خبر. طبعاً لن تسلّط معدّته ومقدّمته غادة عيد (الصورة) الضوء على المحسوبيات التي تتحكم بالوسط الفني والفساد الذي يطغى عليه، إنّما سنتابعها للمرّة الأولى كاتبة لمسلسل لبناني يحمل اسم «كواليس المدينة»، تقدّم فيه ثلاث قصص واقعية «من أخطر ما جرى في لبنان». وسيتولى المخرج السوري أسامة شهاب الحمد إخراج المسلسل الذي سيكون باكورة إنتاج شركة «الصدى للإنتاج الفني» التي يديرها الحمد بنفسه، ويرجّح أنّها أنشئت بالتعاون مع «الجديد» الذي سيعرض جميع إنتاجاتها.
في اتصاله معنا، يقول المخرج السوري: «وصلنا إلى مرحلة متقدمة من التحضير. وخلال هذا الأسبوع سنبرم عقوداً مع نجوم العمل ويمكننا عندها الحديث عنهم. يغوص المسلسل في قضايا خطيرة حدثت في لبنان ولم تعالجها الدراما من قبل، لذا سيكون لبنانياً خالصاً».
أما الإعلامية المعروفة، فتحكي في اتصالها معنا أنّ فكرة المسلسل بدأت من خلال «عملي على قضايا الناس ومعايشتي المباشرة لمجموعة كبيرة من القضايا الشائكة التي اخترتها أن تكون المحور الأساسي في مشروعي الدرامي الأوّل». وتشرح عيد أنّه «كنت أقف عند كل قضية غريبة أثناء عملي الصحافي لأقول لنفسي «حتى في الأفلام ما بتصير» ومن هنا قررت أن أحوّل هذه القصص إلى مسلسل، على أمل أن تترك بعد تصنيعها درامياً أثراً أعمق مما يتركه عملنا الصحافي». وتضيف: «ما سهّل المهمة أنني لست وافدة جديدة على الكتابة، فقد عملت لسنوات طويلة في الصحافة المكتوبة، وربّما كانت الخطوة من باب الحنين المفرط إلى القلم».
لكن ما هي فكرة هذا المسلسل؟ وهل سينحو باتجاه الأكشن والتشويق والطابع البوليسي الذي تقدّمه الدراما العربية بشكل متخلّف قياساً بالصناعة العالمية؟ ترد عيد: «لا يمكن القول إنّه مسلسل آكشن، لأنّه يقدّم قصص أشخاص وقع عليهم ظلم كبير. نحن أمام عمل درامي ولو استمد قصصه من الواقع إلا أنّه يبقى دراما. لا يفضح أسماء وأشخاصاً موجودين في الحقيقة، وقد عمدت إلى تغيير أسماء الشخصيات وبعض مواصفاتهم. هكذا، سنتابع حكايات لقضاة ومدراء عامين وصحافيين ورجال أمن وغير ذلك».
إذاً، هل من الممكن القول إنّ العمل هو أوّل مسلسل لبناني استقصائي يشتبك مع الواقع بدون خجل أو مواربة، وهما سمتان أساسيتان غائبتان في الدراما اللبنانية؟ تجيب عيد بأنّه «عندما كنت أتابع مسلسلات لبنانية، كنت أسأل لماذا نستسهل بهذه الطريقة ونختبئ وراء إصبعنا، خصوصاً أنّ المجتمع اللبناني غني بالقصص والحكايات المشوقة التي تصلح لأن تكون مواد درامية. لم يسبق أن اثارت الدراما اللبنانية شغفي وحققت لي متعة المشاهدة، وأعتقد أنّ هذا العمل سيكون انطلاقة نوعية لدراما واقعية تقف على تماس مع الواقع، وتغوص في حكايات الناس وحاجاتهم. لذا، سيشعر المشاهد أنّه أمام شيء يشبهه، لن يثير غرابته، لا سيّما أنّني لم أستخدم المبالغة ولم ألجأ للابتذال من أجل إثارة المتفرّج، بل جرّبت الكتابة عن الحقيقة بمنتهى الانسيابية». أخيراً، تكشف غادة عيد أنّ تجربتها لن تكون عابرة، بل ستكرّس نفسها كاتبة دراما، وستنجز جزءين من هذا المسلسل على أمل أن تكون «الجديد» أوّل من يعرض الجزء الأوّل.