في الماضي السعيدِ، ماضي الجمالِ والرحمة، كان لديَّ عصفوران.
كانا جميلَين، ذكيَّين، ويُـحَـبِّبان بطلوعِ الصباحِ على الكون
(وهذا أكثرُ ما تُتقِنُهُ العصافير الذكيَة).
ذاتَ يوم، وقَعَ أحدُهما مريضاً.
وكالعادة (كعادةِ جميعِ الآباءِ العاطفيّين) بالَغتُ في الاهتمامِ به، وصرفتُ لهُ جميعَ وقتي ومَخاوِفي.
وعلى غيرِ ما أَمِلْتُ وتَوَقّعت (إذْ كنتُ قد غَفِلتُ عن صاحبِه)
أفقتُ ذاتَ صباح فوجدتُهُ مُسَجّىً على أرضيّةِ القفص:
ماتَ جوعاً وعطشاً. ماتَ بالنسيان.
بُعيدَ أيام لَحِقَهُ الآخر (الآخَرُ الناجي) لَحِقَهُ إلى الموت:
ماتَ مُختَـنِقاً بالضجر، وآلامِ الوحدة.
4/9/2018

حَقُّ العيش

بصراحة؟..,
لا شجاعةَ لديّ على إعدامِ الكلماتِ الزائدة.
: دَعها تَعِشْ وتُجَـرِّبْ حظَّها مع الحياة!/ أقولُ لنفسي.
دَعها تُواصِلْ حياتَها على هذه الورقةْ..
لعلّها في يومٍ ما، إنْ لم يُكتَبْ لها أنْ تَصيرَ أغنيةً،
تُورِقُ دمعةً، أو... صمتاً.
4/9/2018