في إحدى اللقطات المؤثرة من برنامج America's Got Talent يدخل طفل كفيف ومصاب بالتوحّد برفقة بأمه. نظرات المرأة وهي تحت أضواء المسرح كانت وحدها قادرة على اختصار وجع الكون كلّه! بعد قليل، سترافق الأم ابنها إلى البيانو، وتنحني صوبه ابنها لتهمس له بحنان مفرط: «بعد قليل ستبدأ 23 كاميرا بتصويرك، هل أنت جاهز؟». يردّ الطفل بحماس: «جاهز». بعدها على الفور يبدأ بالعزف، ويعقبه بأغنية يشدوها بصوت جميل جداً، وأداء محترف يُبهر لجنة التحكيم والجمهور العريض للبرنامج العالمي. الطفل تحوّل في ما بعد إلى أيقونة تعبّر عن إمكانيات الأطفال المصابين بالتوحّد وقدرتهم على الإبداع. على مستوى سوريا ورغم انكفاء الإعلام عن المصابين بالتوحّد، إلّا أنه سبق للدراما السورية أن قدّمت تجربة خاصة حكت فيها عن ذوي الاحتياجات الخاصة كانت بعنوان «وراء الشمس» (كتابة محمد العاص إخراج سمير حسين)، وقد لعب النجم بسام كوسا دور مصاب بالتوحد. ومع ذلك، لا يزال التعاطي مع هذا المرض قاصراً، يفتقر إلى الكثير من المعرفة. يوم أمس، نشرت صفحات «جمعية الأطفال المصابين بالتوحد» في مدينة اللاذقية صوراً لزيارة السيناريست السوري جورج عربجي إلى مقر الجمعية، ولقائه بأطفالها وتعرّفه إليهم، ومحاولته تقديم الدعم المعنوي لمكان ينجز عملاً مهماً لا يلقى الترويج الكافي. في حديثه مع «الأخبار»، يقول عربجي: «الزيارة كانت بعد دعوة مديرة الجمعية شهيدة سلوم التي تربطني بها علاقة صداقة قديمة، واسمحوا لي أن أخبركم عن هذا المشوار من دون أدنى تكلّف. بمنتهى الصراحة، فمساحة النقاء والراحة التي شعرت بها كانت نادرة، وفي هذا البناء المتواضع يمكن لأيّ شخص أن يعيد اكتشاف قيم فقدها العالم، ويلمس مشاعر حقيقة عميقة لا يمكن تزييفها. بمعنى أنك تشاهد محبة واهتمام المشرفين بشكل بالغ ومن صميم الوجدان، وفي هذا لا يمكن للإنسان أن يمثّل، ويدّعي أشياء غير واقعية، خاصة أن هناك عدداً كبيراً من المشرفين المتطوعين الذين لا يتقاضون ليرة واحدة كبدل مادي لجهودهم ووقتهم». ويضيف كاتب «روزنا»: «الجمعية بحاجة ماسة لكل سبل الدعم، البناء الذي يقيمون فيه عبارة عن قبو يعاني من رطوبة شديدة، لا يموّلون سوى من عائدات ما يدفعه أهالي الأطفال. هم يجرّبون حالياً التواصل مع مغنين سوريين مكرسين مثل ناصيف زيتون على أمل تقديم حفلات داعمة لهم، ولعلها فرصة لأوجّه دعوة لكل فنان يمكن له أن يساهم ولو بكلمة في دعم هذا المكان الذي يستحق مع القائمين عليه كل الولاء والإشادة».
يشارك نجوم سوريا غالباً في النشاطات الخيرية لدعم جمعية «بسمة للأطفال المصابين بأمراض السرطان» بسبب نشاط القائمين على الجمعية، وعلاقاتهم الواسعة بأهل الوسط الفني. ومن المفترض أن يكون الإعلام حاضراً في كلّ الأماكن الشبيهة للفت النظر والمساهمة في إنجاز دعاية كافية لمشاريع خيرية تستحقّ العطاء المطلق.