ياه! كم تمنّيتُ لو كان بمقدوري أن أصيرَ سبعةَ أشخاصٍ في الآونةِ ذاتها (سبعةً: بسبعةِ قلوبٍ، وسبعين ذراعاً، وما لا حصرَ لهُ مِن الأعينِ وقارئاتِ الضمائرِ والأفكار، وَ روحٍ واحدة) سبعة أشخاصٍ معاً:
واحدٌ يكتب. واحدٌ يقرأ ويُدَقِّقُ أخطاءَ صاحبه. واحدٌ متخصّصٌ في شؤون الكراهية. واحدٌ لتأويلِ كلمةِ: «أُحِبّ». واحدٌ للغضبِ وتأليفِ اللعناتِ والقذائف. واحدٌ للجنون، وواحدٌ للندمِ والاعتذارِ عمّا سلفَ من الأخطاءِ والخطايا. واحدٌ لعبادةِ الموسيقى، وآخرُ (هو نفسُه) لكَفكَفةِ شجونها وحسراتها. واحدٌ لديانةِ اليأس، وواحدٌ لتربيةِ الأزهارِ والعصافيرِ والدموع. واحدٌ لقولِ: «لا!...»، وآخرُ (هو نفسُهُ أيضاً) لقولِ: «بلْ... نعم!».
وَ لِـمَ لا؟ : واحدٌ لِـ «الأمل».
.. .. .. ..
يــاه!.. كم تمنّيتُ أن أصيرَ شخصاً واحداً:
أرنباً على سبيلِ المثال...
معزاةً، معزاةً لا راعيَ لها، على سبيلِ المثال...
غزالاً، أو دبّوراً، أو (لِمَ لا؟.. ضبعاً) أو فراشةً غشيمةً، أو دودةَ ربيعٍ على سبيلِ المثال.
ويـااااه، ثمّ ياه!
كم تمنّيتُ أنْ أكونَ وردةً: وردةً بسبعةِ ألوانٍ وسبعِ روائح (وردةً بسبعين لوناً، وسبعين رائحةً، وآلافِ الأَسامي)/ وردةً لا لونَ لها ولا رائحةَ ولا اِسم.../ وردةً لا تُرى، ولا تُشَمُّ، وَ لا تُقطَف:
وردةً لا وجودَ لها.
.. .. .. ..
يـاه، ويــــاااه، ويـاه!
كم تمنّيتُ أنْ تكونَ للأماني قدرةُ الآلهة!...
كم تمنّيتُ أنْ...
22/3/2019