على عجالة، يجهّز سعيد العرّ الأدوات اللازمة داخل منزله في مدينة الزهراء وسط قطاع غزّة، لتلبية اتّصالٍ مفاده وجود قطة مشرّدة في أحد الشوارع تحتاج للعلاج والعناية. يحمل أغراضه وينطلق بسرعةٍ نحو المكان، وينفّذ مهمته.يومياً، يعيش الرجل الأربعيني التجربة نفسها، وهو الذي عشق منذ الصغر تربية الحيوانات، خصوصاً بعدما ذاع صيت الجمعية التي يترأسها وتحمل اسم «سلالة» وتهتم بالحيوانات الضالة.
في حوار أجراه معه محمد أبو دون ونشرته وكالة «الأناضول»، يوضح العرّ أنّ «حوالى 15 متطوّعاً أساسياً ينتشرون في أماكن مختلفة من القطاع، يعملون لأجل إنقاذ الحيوانات الضالة الموجودة في الشوارع والطرقات... إلى جانب آخرين يختصون في المتابعة الإلكترونية واستقبال الرسائل من المواطنين، كما أنّهم يتوّلون مهمة نشر الفكرة على منصّات التواصل الاجتماعي بعدد من اللغات، بهدف توعية الجمهور بحقوق الحيوان».
أما في ما يتعلّق بالإصابات، فيوفّر سعيد وأصدقاؤه العلاجات من خلال ثلاثة مصادر: تمويل ذاتي، والتبرّعات التي تصل من فلسطين، ووزارة الزراعة في قطاع غزّة.
الفكرة التي خطرت ببال العرّ بعد تلقّيه دورة تدريب كلاب في روسيا، بدأ تنفيذها عام 2006. يومها، تعثّر بعقبات عدّة، من بينها صعوبة الحصول على ترخيص جمعية، وغياب الجهات الداعمة للفكرة التي يتأثّر عملها بطبيعية الحال بالتطوّرات السياسية والأمنية في القطاع المحاصر الذي يعاني من الغطرسة والإجرام الإسرائيليَّيْن.
إمكانية تبنّي هذه الحيوانات متوافرة أيضاً، مع ضرورة التزام الأشخاص الراغبين في ذلك بشروط معدّة سلفاً من قِبل الفريق، تهدف بمجملها لضمان سلامة الحيوان، ومنها أنّه يجب أن تكون لدى المتبنّي القدرة على توفير الأمن والطعام والرعاية الكاملة له، كما يلزم أن يكون عمره فوق 18 عاماً، فضلاً عن موافقة كلّ سكان المنزل الذي يقطنه على الأمر. ويشير سعيد في هذا السياق إلى أنّه بعد ذلك يكون هؤلاء الأشخاص مجبرين على إرسال مقاطع فيديو للحيوان ومحيطه بشكل أسبوعي.