أوّل من أمس، صدر العدد الأوّل من صحيفة «17 تشرين» الورقية ووُزّعت مجاناً على المتظاهرين المحتشدين أمام «مصرف لبنان» (الحمرا). من تاريخ بدء التظاهرات الشعبية في لبنان، أخذت الجريدة اسمها. وهي تعرّف عن نفسها بأنّها صحيفة شهرية ومجانية، أسّسها عدد من الناشطين والصحافيين، على رأسهم بشير أبو زيد، الذي ظهر في لقاءات تلفزيونية يتحدّث عن التجربة التي أتت «لتوثّق إنجازات الثورة وتنقل تجارب العالم». 16 صفحة، مشغولة بطريقة بسيطة بالأبيض والأسود. حين سُئل أبو زيد عن التمويل، أكد أنّه من حملات تبرّعات متنقلة بين المناطق، فيما استغرق تجميع المحتوى ثلاثة أسابيع بمساهمات من كتّاب معروفين وأخرى لناشطين في الساحات. تصدر «17 تشرين» اليوم، في تأكيد لأهمية الصحافة الورقية وموقعها الراسخ وحاجة الشارع الملّحة إليها. علماً بأنّها تُنجز بالتعاون مع «المنتدى المدني التشاركي» لكي يكون إصدارها قانونياً. فالمنتدى استحصل على رخصة تأسيسه في حزيران (يونيو) الماضي، وتديره نايلة جعجع، وبول الأشقر، وحسّان الزين، وسامر أنوس، وسلفانا اللقيس، وهو يعرّف عن نفسه بأنّه يوّفر «مساحة وبيئة داعمة للأفراد والمجموعات لمدّ الجسور بينهم وتمتين علاقاتهم وتظهير القواسم المشتركة بينهم». في المضمون، تتصدر أغنية أم كلثوم الشهيرة «أنا الشعب» المانشيت على الغلاف، وفي الداخل نصوص لمجموعة كتّاب وصحافيين وناشطين، من بينهم: جعفر العطار، وخالد صاغية، وخضر سلامة، وزنوبيا طاهر، وبو ناصر الطفّار، وريتا باروتا... ومن مصر مشاركة لآدم حلمي، ومن سوريا ساهمت فرات حمود في كتابة نص عن «المستثقفين». في الافتتاحية، كتب أبو زيد، عن هذه التجربة التي «تكتب للناس»، وتحدّث عن الكتابة «للثورة تمجيداً لثورتنا وتوثيقاً لأهم أحداثها». بين الصفحات، رسمان للشهيدَيْن علاء أبو فخر وحسين العطار، مع نص صغير دوّنه والد الأخير بلغة عاطفية مؤثرة. وهناك أيضاً مساحة تسلية و«سودوكو». أما في الصفحة الأخيرة، فلعبة تحت عنوان «هرّب ثائر» تشبه لعبة المتاهة، تدعو القارئ إلى مساعدة «رمزي» للوصول إلى أصدقائه واجتياز الأسلاك الشائكة وقوى مكافحة الشغب.