هنا وهناك (هنا وهنالكَ وفي كلّ زمانٍ وموضع): الأمواتُ الأموات.
في الطرقاتِ، على عتباتِ البيوت، خلف متاريسِ الحقيقةِ وتحتَ أنقاضِ الملاجئ والكهوفِ الساقطة، في ترانيم المصلّين وأناشيدِ أولادِ المدارس، بين صحائفِ الأناجيلِ وأوراقِ دفاتر الذكرى، وفي الطريقِ إلى معابدِ أبيهم الربّ:
الأمواتُ الأموات...
الأمواتُ بُغضاً. الأمواتُ خوفاً. الأمواتُ من ضراوةِ الأملِ وَوفرةِ أسبابِ اليأس. الأمواتُ بهفوةِ الوقوعِ في تَقاطعِ نيرانِ الحقيقةِ ونيرانِ الحقّ. وَ... الأمواتُ موتاً.
والكلُّ (الكلُّ والكلُّ) ماتَ مُستغيثاً، مستغيثاً وَ: على رجاءِ النجاةِ من الموت.
والجميعُ ماتوا. ماتوا مستغيثين.
..
وأنا، أنا الذي كنتُ أقول: «أصغرُ أحلامي أنْ أصيرَ اللّـه»
ها أنا أرفعُ يديَّ معتذراً وأنسحب.
أبداً أبداً! ما عادت بي شهوةٌ لأنْ أشتغِلَ إلهاً لحسابِ أحدٍ، أو حتى لحسابِ نفسي (السفّاحون يقومون بالواجبِ وأكثر).
فإذنْ: لِندَعِ الحياةَ تمضي في حالِ سبيلِها، ولنمنحِ الموتَ فرصته.
الموتُ لهُ حقّ.