أوّل من أمس، اتخذت وزارة الثقافة اللبنانية أخيراً قراراً بإقفال الجهات التابعة لها، من بينها «المتحف الوطني»، و«المكتبة الوطنية» في الصنائع التي شهدت فترات إغلاق طويلة قبل انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى مكتبة بعقلين، فيما كان قد أقفل «المعهد الوطني العالي للموسيقى» (الكونسرفتوار») بالتزامن مع قرار وزارة التربية إقفال المدارس. قرار وزارة الثقافة الذي جاء ضمن الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس كورونا، خصوصاً في التجمّعات الكبيرة، يقتصر على الجهات الرسميّة التابعة لها فقط، فيما يبقى قرار المؤسسات الثقافية الخاصة بأيديها. هكذا أعلنت صالات السينما في لبنان تعليق عروضها، كما ألغيت فعاليات ثقافية وموسيقية، من بينها «مهرجان البستان». مع ذلك، لا يزال بعض المتاحف والغاليريات في بيروت يفتح أبوابه. في حديثنا مع مجموعة من أصحاب الغاليريات، يعوّل هؤلاء على غياب لمس اللوحات والأسطح في الأساس. وفي حين تخلّى الناس عن القيام بالأمور الضرورية، ومنها ارتياد المدارس وبعض الوظائف، فإن عدد زوّار الفضاءات الفنية قد تناقص أكثر، خصوصاً أن ارتياد أمكنة كهذه يعدّ ترفاً حتى قبل انتشار الفيروس في لبنان. من ناحية ثانية، قد تمثّل هذه الفضاءات فسحة للهرب والنأي بعيداً عن الأخبار المتسارعة عن انتشار الفيروس في لبنان والعالم، خصوصاً أن أعداد الزوّار ليست بكثافة روّاد المقاهي أو النوادي الليلية. انحسار الزوّار الذي بدأ أساساً بالتزامن مع انتفاضة تشرين، واصل انخفاضه مع انتشار المرض. كما أكّد بعض الغاليريات أن عدد الزوّار اليوم لا يكاد يتجاوز أصابع اليد الواحدة. بعض المسارح في بيروت لم يجد سبباً لإعلان التسكير، خصوصاً في ظلّ الركود الذي يشهده المسرح في بيروت، وقلّة العروض عموماً. أما من وضع برنامجاً مسبقاً للفعاليات والمواعيد مثل «مترو المدينة» (الحمرا)، فقد أعلن إقفال أبوابه وتأجيل فعاليّاته حتى 15 آذار (مارس)، كذلك «تياترو فردان» الذي نشر الخبر على صفحته على فايسبوك. عبارات متشابهة نشرتها المؤسسات على صفحاتها ومواقعها الإلكترونيّة. «دار النمر للثقافة والفن» التي كانت قد أطلقت أخيراً فعاليّات برنامج «عوافي» في مخيّم شاتيلا، أعلنت تأجيل كل أنشطتها داخل الدار وخارجها. وقد أغلق متحف «بيت بيروت» أبوابه أيضاً، بعد افتتاحه أخيراً معرض «ما تبقى» الذي يعرض أعمال المشاركة اللبنانية الأولى في بينالي العمارة في البندقية قبل عامين. إدارة «متحف سرسق» لم تتخذ قرار الإقفال بعد، لكنها أقفلت حالياً المكتبة التي قد تنتقل من خلالها العدوى بسبب لمس الكتب. يتزامن ذلك مع تعقيم المتحف والأبواب وغيرها من الإجراءات الوقائية.
انحسار الحفلات والمعارض والأنشطة الثقافيّة، دفع بعض الفنانين والعازفين إلى نشر مقطوعات على فايسبوك، كما وجدت «دار قنبز» أن المكوث في المنزل سيكون فرصة لتمضية الوقت في القراءة، إذ أعادت نشر تسجيل مصوّر لحكايتها «سبعة و7» بصوت نادين توما على صفحتها على فايسبوك.