تصاعدت ألسنة اللهب من أطراف عصي المؤدّين في حين جاب مسرح مهرجان رمضان المتنقّل الشوارع الخلفية للقدس الشرقية، وهلّل الأطفال وآباؤهم وهم يشاهدون الموكب من شرفاتهم. وعلى جانب العربة المكشوفة، كُتبت عبارة «إجاك رمضان. خليك بالبيت رمضان بستاهل». فقد أفسد الخوف من تفشي جائحة كورونا أجواء شهر الصوم في القدس المحتلة، وبدّل الكثير من العادات والتقاليد الراسخة.ووسط القيود المفروضة على الحركة وإجراءات العزل الجزئي وتعليق صلاة الجماعة في المساجد، أدركت فرقة «مجموعة البهاء» الشبابية أنّ الفرص ضئيلة في عودة المشاهدين لمتابعة عروضها الاجتماعية والثقافية.
لذلك، لجأت في رمضان 2020 إلى ربط عربة مكشوفة مضاءة بفانوس بسيارة يقودها عدد من أعضائها في أحياء القدس الشرقية، مثل حي الشيخ جراح كل ليلة بعد الإفطار، ويؤدّون أغنيات خاصة بالمناسبة.
في حديث إلى وكالة «رويترز»، قال الموسيقي وائل أبو سلعوم (40 عاماً): «بدأنا منذ سنتين بفن الشارع... أما هذه السنة، ومع الإقفال المفروض بسبب كورونا، فقد أُرغمنا على ابتكار فكرة جديدة قائمة على المسرح المتنقّل». هكذا، وقفت غالبية المشاهدين قرب بوابات المنازل، فيما كان الأطفال يركضون بجوار الفنانين تتبعهم أسرهم في السيارات بين شوارع القدس الضيقة المتعرّجة.