زوجة وزير لبناني في مرصد صهيونيّ متطرّف

  • 0
  • ض
  • ض

ينظم «المرصد العالمي للذمية» (Dhimmi-Watch)، ندوة عبر تطبيق «زوم» في 2 حزيران (يونيو) المقبل بعنوان «ضحايا الإسلام السياسي: الذميّون بين الماضي والحاضر». ولمن لا يعرفه، فإن هذا المرصد الذي يضمّ مجموعة من الشخصيات الصهيونية واليمينية المتطرّفة، وبعضها من أيتام الاستعمار الفرنسي في الجزائر، يجمعها عداء هستيري للإسلام والعرب، تأسّس على قاعدة المفاهيم والفرضيات التي بلورتها الكاتبة بات يئور حول الإسلام و«مشروعه للسيطرة العالمية». بات يئور، واسمها الحقيقي جيزيل ليتمان عريبي، كاتبة بريطانية من أصل يهودي مصري، ولدت سنة 1933 في مصر وهاجرت مع عائلتها إلى بريطانيا في سنة 1956 بعد معركة السويس، حيث درست علم الآثار في جامعة لندن والتقت زوجها دايفيد ليتمان، وانتقلت للعيش معه في سويسرا في سنة 1960. شاركت يئور في العملية التي نظّمها الموساد والوكالة اليهودية لتهجير أكثر من 500 من اليهود المغاربة إلى إسرائيل، «عملية مورال»، وكرّمها الرئيس الصهيوني شمعون بيريس سنة 2008 في احتفال خاص على شرفها تمّ في ذكرى العملية. لكن الدور الأخطر لبات يئور كان على مستوى الدعاية الأيديولوجية-السياسية. فالقراءة التي تقدمها لتاريخ الفضاء العربي-الإسلامي، بوصفه سلسلة من عمليات القتل والتنكيل بأتباع الديانات الأخرى بهدف أسلمتهم أو تحويلهم إلى «أرقاء» داخل حدوده، والسعي المستمر لغزو بقية أنحاء المعمورة للسيطرة عليها، ولحروب العالم المعاصر باعتبارها استمراراً لهذا الصراع المزمن والأبدي بين الإسلام من جهة، والحضارة «اليهودية-المسيحية»، حولها إلى مرجع فكري للتيارات الأكثر تشدداً في أوساط اليمين الصهيوني والغربي المتطرّف. أطروحات يئور في الواقع نسخة مشوّهة وشديدة البدائية عن نظرية صراع الحضارات التي طرحها صامويل هانتغتون لأنها تجهر بما يعتقده هذا الأخير في سرّه، أي أن النزاعات بين الدول هي دينية في جوهرها. طبعاً، بالنسبة إليها وإلى من يدعمها، وظيفة هذه الأطروحات هي تعزيز التحالف بين إسرائيل وقوى اليمين الفاشي الصاعدة في الغرب الأورو-أميركي للتصدي للعدو المشترك الإسلامي. غير أن مغالاة يئور في التطرف وكراهية العرب والمسلمين جعلتها «صديقة مزعجة» حتى لبعض القوى اليمينية المنحازة إلى إسرائيل في أوروبا. فهي لم تتردد في أحد كتبها، «أورابيا: المحور الأوروبي-العربي»، باتهام الاتحاد الأوروبي بالتورّط في مؤامرة تهدف إلى تحويل القارة العجوز إلى «مستعمرة إسلامية»، لا أقلّ، نتيجة للعلاقات الاقتصادية والنفطية التي تجمع بين دولها ودول عربية وإسلامية منتجة للنفط. لم تمنع هذه التحليلات الخرقاء لفيفاً من أيتام الاستعمار الفرنسي والغربي الذين يحنّون الى أيامه «المجيدة»، والمسكونين بالحقد على الشعوب التي ألحقت بالاستعمار الهزائم، ومنهم ألكسندر ديلفال، وكلير بريير بلانشي وجاك تارنيرو والصهيوني سامي غزلان، والجزائري المتصهين بوعلام صنصال، من عضوية لجنة شرف المرصد العتيد. لكن ما لا يمكن فهمه هو عضوية زوجة وزير الاقتصاد اللبناني راوول نعمة، السيدة لينا المر نعمة، في لجنة شرف مرصد الصهاينة المعتوهين. آراء وكتابات السيدة المذكورة، التي تتقاطع مع هلوسات يئور، لا تهمنا. لكن العضوية في هذا المرصد، والمشاركة في أنشطته، جريمة بحق شعبنا وشهدائه ترقى إلى مستوى الخيانة.

0 تعليق

التعليقات