ترسم الفنانة فاطمة عبد الله (الصورة) على حجارة التقطتها ممّا بقي للناس من شاطئ بيروت لوحات صغيرة معبّرة، لاقت إقبالاً عبر صفحاتها Art and More على مواقع التواصل الاجتماعي. الفكرة بدأت مع الحجر الإلزامي للناس في البيوت، فقد أغلقت محلات الهدايا فيما كان عيدا المعلم والأم يطرقان الأبواب. لذلك، كان لا بد من فكرة سريعة ومبدعة. فقرّرت عبد الله الإفادة من موهبتها الأساسية في الرسم لكن بطريقة مختلفة عن تقنيات الرسم الأصعب، فاختارت أوّلاً الحجارة الصغيرة، وبعدها «بورتيكليهات» خشبية صغيرة تُعلق مع المفاتيح أو في السيارات.

تقول عبد الله إنّ الظروف الاقتصادية حدّت من قدرة الناس على شراء الهدايا الباهظة. لذلك، كان لا بد من بديل يناسب جميع الطبقات. فيراوح ثمن القطع بين خمسة إلى عشرة آلاف ليرة لبنانية، تضاف إليها كلفة التوصيل. التسويق والاتفاق كلهما يجريان عبر الإنترنت، مع الحرص على تعقيم المنتَج والعلبة والكيس.
ماذا ترسم فاطمة للناس؟ تجيب عن سؤال «الأخبار»، بالقول: «كل ما يعبر عن المشاعر الخاصة، أو الذكريات الأولى. الحجر الصغير، الذي يمكن وضعه في أيّ مكان في البيت، يرمز إلى الثبات والصبر، والتعليقة الخشبية هي رفيق دائم للشخص بيده أو في بيته أو سيارته. فكيفما التفت، يجد أمامه هذه الهدية التي ستُذكره بسرعة بصاحبها أو بالمناسبة الخاصة».
«أنت عالمي»، «لو ضاقت بك المدن أنا لك بلاد»، «رنين، في عينيها أغنية»، بمثل هذه الاقتباسات، أو بروزنامة تشير إلى تاريخ محدّد، أو بعبارات بالإنكليزية أو الفرنسية، تستفيد فاطمة من اسم الشخص أو طبيعة المناسبة لتقدّم إليه هدية يشعر أنّها تخصّه، مع الحرص على أن تصيبه في العمق، وأحياناً تضيف إليها قطعة من الشوكولا أو كيس قهوة صغيراً في صندوق مزيّن. ولهذا كان اسم Art and More معبراً عن «الفن وأكثر» معاً.
أيضاً، أنشأت قناة مكمّلة على يوتيوب تنشر عبرها مقاطع مصوّرة لعملية الرسم حتى يستفيد من يودّ أن يتعلّم، ولو من بُعد.