ها نحن واقفون على عتبةِ البيت. منذ زمانٍ وأزمنة، واقفون على هذه العتبة.
أبداً! لن يرفعَ أحدُنا يداً ليقرعَ الجرسَ، ويَتَوسّلَ إلى من في داخلِ البيت:
«نرجوكم، افتحوا لنا الباب!».
سنظلّ، حتى نهاية الأزمنة، واقفين هنا.. هنا على هذه العتبةْ،
ننتظرُ، إلى ما بعدَ نهايةِ الأزمنة،
مَن يفتحُ لنا الباب، مصادفةً أو بإشارةِ قلب، ويقول: تَفَـضّلوا!
أمّا نحن، وكأنّ الأمرَ لا يعنينا،
فسنتَـفَـضّلُ بالدخول كمنْ لم يخرج ولم يَدخل.
ثمّ نُسندُ أبدانَنا الموهَنَـة ( بعضٌ إلى أريكةٍ، وبعضٌ إلى حائطٍ، وبَعضٌ إلى ظهرِ صاحبِه)
ونَتَـنَهّدُ، لا مِن فرطِ عناءِ الصبرِ وفَداحةِ الأسى،
بل مِن شِدّةِ : السعادة.
.. ..
هكذا، كما خرجنا، ندخل.
نَدخلُ كمَنْ لم يَسبق له أنْ كانَ خارجاً.
نَدخلُ، ونَدخلُ، ونظلُّ داخلين
لكنْ، أبداً، لن تُقالَ «أرجوك!»...
وقطعاً : لا «شكراً!».
: هو بيتُـنا!