افتتحت «دار قنبز»، أمس الخميس، معرضها الميلادي اللبناني «يا أهل الدار» الذي يستمر لأربعة أيام في D-Beirut (الكرنتينا ــ بيروت). أمام الظروف الاقتصادية والاجتماعية القلقة في البلاد، تفضّل الدار خيار الاستمرار، لكن ليس بمفردها، بل بالشراكة مع القدرات والجهود المحلية التي تدعوها إلى معرض للمنتجات الفنية والحرفية اللبنانية. يلتقي المعرض مع اهتمامات فنية وأدبية وثقافيّة للدار، أكان في أنشطة جماعية أم في إصداراتها الأدبية للأطفال التي ستكون متوافرة أيضاً. ينعكس هذا على الخيارات المنوّعة في المشاركين والمشاركات. خلف كلّ قطعة أو عمل حكاية، وعوالم مختلفة تدعونا إلى اكتشافها، إذ يستعيد الحدث بعض الحرف والمهن الاستثنائية، التي ترتبط بالذاكرة المحليّة، عبر تسليط الضوء على جهود فردية يعمل بعضها في الظل وفي المناطق بعيداً عن بيروت. هكذا، سيتمكّن الزوّار من التعرّف إلى صنع آلة البزق يدويّاً، وصناعة الصابون، والزهور، والمونة، واللباد، والطباعة الحريرية، والأواني المصنوعة من السيراميك، والطباعة الثلاثية الأبعاد وصنع النبيذ والعرق المحليين وغيرها من المنتجات. فضلاً عن الحرفيين والحرفيات، سيشارك في الحدث فنانون معاصرون من كلّ الأجيال، منهم مصمّمو غرافيك يافعون يُقدّم لهم المعرض فرصة للمشاركة بأعمالهم للمرّة الأولى. فـ«قنبز» ترغب في أن تكون الفعاليات مساحة لقاء معنوية وثقافية تجمع الفنون البصرية والموسيقى والحكايات وورش العمل، والأحاديث التي لا تنفصل عن الأوضاع الحالية.
إعلان معرض «يا أهل الدار» بتوقيع الفنان اللبناني جورج أبو مهيا

من الحادية عشرة صباحاً حتى الثامنة مساءً، يستمر المعرض حتى مساء الأحد 20 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي. ويستكمل مبادرة كانت قد أطلقتها «قنبز» قبل أشهر بعنوان «فكري بلدي»، دعت فيها المنتجين والحرفيين اللبنانيين من المناطق كافّة إلى عرض أعمالهم في بيروت. بحسب مديرة الدار ندين توما، فإنّ المبادرة الجديدة لا تنكر اللحظة الصعبة التي نمرّ بها، بل إنّها تنطلق من هذه الظروف لكي تبني وتتبادل الدعم من أجل الاستمرار في الإنتاج والعمل في لبنان. من ناحية، تؤمّن المبادرة سوقاً اقتصادية بديلة للفنانين والحرفيين، كما تقترح هدايا للميلاد من صنع محلي، وتدعو إلى الاحتفال بالأعياد بالفنون كافة، إذ تختتم كل ليلة بأمسية موسيقية، استهلّتها أمس الخميس المغنية اللبنانية ساندي شمعون مع مجموعة من العازفات. من وجوه المعرض، الخطّاط والفنان اللبناني سمير الصايغ، الذي أنجز بعد انفجار بيروت نسخاً وتصاميم كاليغرافية مختلفة لكلمات تحمل معنى الحب. سيذهب ريع هذه الأعمال إلى «مبادرة بيروت للتراث» التي سينضمّ بعض أعضائها، غداً السبت، إلى لقاء مع الحاضرين للحديث عن عملية ترميم المباني التراثية بعد الانفجار، وهم المهندسون فضل الله داغر وعبد الحليم جبر وجوي كنعان. بجمعه حِرفاً وصناعات مختلفة، يقترح المعرض رحلات لا تحصى وحكايات من الذاكرة تعرّفنا إلى سياقات تطوّرها، وأصلها وكيفية صناعتها. فإلى جانب عرض المنتجات، سيتخلل البرنامج صناعة بعض المنتجات بشكل مباشر أمام الحاضرين، منها الطباعة الحريرية وورشة عمل في التطريز، فيما سيتحدّث بعض المشاركين عن أعماله ضمن لقاءات تعرّف بهذه الأعمال. جورج الشيخ مثلاً، سيتكلّم اليوم الجمعة عن صناعة آلات البزق، فيما سيقدّم وصلة موسيقية. أديب دادا سيشارك أفكاره حول زراعة غابات مدنية من أجل استرجاع الأماكن العامة. وسيتخلّل أيام المعرض بث مقطوعات موسيقية من اختيار زياد نوفل. هناك أيضاً موعد عند الثامنة والنصف من مساء اليوم مع حكاية «يا أهل الدار» لـ«دار قنبز»، تقدّمها ندين توما برفقة موسيقى سيفين عريس، على أن يكون الزوّار على موعد مع فرقة Postcards في أمسية بوب مساء غدٍ. وتُختتم الفعاليات مع أمسية جاز للفنانة دونا خليفة مع فرقة موسيقية عند الثامنة والنصف من مساء الأحد.

* «يا أهل الدار»: حتى مساء الأحد 20 كانون الأوّل ــ D-Beirut (الكرنتينا ــ بيروت). للاستعلام والاطلاع على البرنامج الكامل: صفحة «دار قنبز» Dar Onboz على فايسبوك

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا