لم يَعد يبهجني أن أكون مخذولاً ويائساً. تعبتُ. تعبتُ حتى مِن معاقرةِ اليأسِ وراحةِ اليائسين.
تعبتُ، وانتهينا.
.. .. .. ..
الآن، بعد فواتِ الأوان (بعد فواتِ الأواناتِ كلّها) سأُجَرّبُ إيقاعَ نفسي في محنةِ الأمل.
الأملُ هو الامتحان الأمثلُ لاختبارِ قدرةِ المخذولِ على صناعةِ خاتمتِهِ بدون أنْ يرفّ لهُ قلب.
الأملُ، إذْ يُخَفّفُ وطأةَ الوقوعِ في الحياة، يُذهِبُ حتى خوفَ الخائفِ من الوقوعِ في الموت.
الأملُ يُذهِبُ الموت.
: الأملُ هو المقتل.
فإذنْ، هيّا أيها الإخوةُ الخائبون، هيّا!
حدّقوا في الهاويةِ بإيمانِ مَن يَتعذّرُ عليه الوقوعُ فيها.
حدّقوا في عين الموتَ كمنْ يُحدّقُ في عرسِ قيامته.
وَ: هيّا إلى الأملْ!