الفكرة بدأت من بريطانيا، عندما ااستبدلت كبائن الهاتف بمكتبات صغيرة تتيح للناس فرصة القراءة. فكرة لمعت في رأس الطالب الثانوي اللبناني أسامة عطوي الذي أحب تطبيقها في مدينة النبطية (جنوب لبنان). مبادرة فردية قوامها غرفة صغيرة (1.5 × 1.5 متراً مربعاً) مصنوعة من الحديد ومطلية باللونين الأحمر والأصفر، تحوي كتباً يصل عددها إلى 150.
علماً بأنّ أصدقاء عطوي في المدرسة تعاونوا على جمع كلفة المشروع من بعضهم. خلطة الإصدارات متنوعة لجهة المواضيع واللغات، وفق ما قال عطوي لـ«الأخبار»، مضيفاً إن الهدف هو «تشجيع القراءة، وإشغال المارّة بهواية مفيدة أثناء انتظار الحافلات وسيّارات الأجرة التي ستقلّهم إلى مناطق أخرى»، خصوصاً أنّه اتفق على وضع المكتبة الصغيرة في موقف النبطية بالتنسيق مع صاحبه ومع البلدية.
الجمهور المستهدف هو الطلاب بشكل أساسي لأنّ غالبيتهم تتوجّه إلى الجامعات عبر في هذا المرأب. هنا، انتقل عطوي إلى شرح طريقة استعارة الكتب وإعادتها، إذ إنّها لا تخضع لأي من المعايير التي تتبع في المكتبات العامة. فاحتمال أخذ الكتاب وعدم رده مطروح بقوّة لدى الشاب الجنوبي ورفاقه. لكن ذلك لا يهم، لأنّ الأولوية هي لـ«عدم فراغ الغرفة من الكتب، وإغنائها دائماً بالمواد التي تزوّدنا بها كبريات المكتبات اللبنانية، فضلاً عن مبادرات فردية».