أنا خائفٌ. إذنْ، أنا حيّ.
بسببِ الخوف لا سِواه:
بعدَ كلّ كابوس، وخاصةً في كوابيسِ اليقظة،
تَلزمني لحظاتٌ غيرُ قليلة لأتأكّدَ مِن أنني لا أزالُ سالماً، وأنني في مأمن.
لا صوتَ، لا نأمةَ، لا نداءَ، لا وقْعَ خطوة:
إنه الخوف خالصاً.
مِن شدّةِ خوفي، أفتحُ الباب بأقصى ما أستطيع من الجلبة، وأَتَنَحنحُ قبالةَ الليل.
لكنني، من شدّةِ الخوف أيضاً، يَـتجمّدُ الهواءُ داخل حنجرتي فلا أجرؤ حتى على الصراخ: «مَن هناك؟».
ما يزيدُ الحياةَ خوفاً أنّ ظلالَ القتلةِ واللصوص لا تُعلن عن نفسها:
لا تُصدر أصواتاً، ولا تقرع الأبوابَ، ولا تبعث بأية رسالة.
ولهذا (إذْ لا أحدَ تمكنُ رؤيتُه، ولا أحدَ يُسَدَّدُ إلى دعستِهِ أو إلى خيالِه)
ليس مِن حيلةٍ أمام الخائف إلا أنْ يغمض عينيه على خوفه، ويُطلقَ رصاصتَه على الهواء الأسود.
..
إبقَ صاحياً إذنْ!
إبقَ صاحياً أيها الخائف!
إبقَ صاحياً تحتَ لحافكَ، أو تحت أجفانِ عينيك.
إبقَ صاحياً قدر ما تستطيع:
القتلةُ، القتلةُ المخيفون، القتلةُ الذين لا يمكن صَدُّهم، لا يجيئون إلا في الأحلام.
إبقَ.. صاحياً!
.. .. ..
أيها الخائفون، افرحوا!
: بالخوف وحده يحيا الإنسان.
25/2/2015