على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

التقرير الذي نشره رونين بيرغمان في «يديعوت أحرونوت» لم يكن مفاجأة (الصحافي المذكور ينشر ما يعثر عليه عادة في «نيويورك تايمز»، إلّا هذه المرّة ربما لأنّ فيها ما يُزعج البروباغندا الصهيونية في أميركا). تناول التقرير حقبة الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا. وهو يؤكّد، مجدّداً، أنّ تنصيب بشير الجميّل رئيساً كان مشروعاً إسرائيليّاً لا لبسَ فيه (رصدت المخابرات الإسرائيليّة مبلغاً من المال لرشوة النوّاب وأضاف ميشال المرّ إلى ذلك المبلغ في عمليّة منسّقة بين الطرفَيْن). وكم أنّ الكذب والفبركة كانت سهلة في مناقشات مسؤولي العدوّ مع أتباعهم من اللبنانيّين. يُظهر التقرير المدى الذي كانت فيه أقوال ومزاعم وأكاذيب حزب الكتائب مصنوعة في إسرائيل. تقرأ كيف أنّ جوزيف أبو خليل يجادل المسؤولين الإسرائيليّين فيما يجب أن يقوله حزب الكتائب ــــ حزب الحريّة والسيادة والعنفوان. المسؤولون الإسرائيليّون يُقرّرون ما يجب على قادة الحزب أن يقولوه. المهم في التقرير أنّ المسؤولين الإسرائيليّين هم الذين اقترحوا إصدار سرديّة عن «الدامور» وكيف أنّ المجزرة ليست إلّا في مسارها. من المعروف أنّ معركة الدامور كانت من فعل حزب الكتائب وهو الذي (أرادَ بأمر من بشير الجميّل) السيطرة على الخط الساحلي فكان أن هُزمَ مقاتلو الكتائب ومات في المعركة مدنيّون، لكن بأعداد أقلّ من الأكذوبة الصهيونيّة عنها والتي جعل منها زياد دويري محرقة تاريخيّة (كان حزب الكتائب يقتل في يوم واحد أكثر مما سقط من مدنيّين في الدامور، حيث كان معظم القتلى من مقاتلي الكتائب). يُعيد التقرير التذكير بضرورة خلق لجنة حقيقة وذكرى عن الحرب لأنّه كان لحزب الكتائب (ومنتوجاته) مسؤوليّة تفوق مسؤوليّة كل الأحزاب الأخرى مجتمعةً ـــ ومن دون تبرئة تلك الأحزاب أبداً، إن «أمل» في «حرب المخيّمات» أو ميليشيا جنبلاط في حروب الشوارع ـــ التي أتقنتها تلك الميليشيا التي لم تواجه إسرائيل في تاريخها. الحرب لم تنتهِ: مرّت بأطوار مختلفة. المؤامرة استمرّت بأشكال متنوّعة، سلميّة حيناً وعنفيّة حيناً آخر. لكن المحاسبة الكبرى تبقى ناقصة من دون محاسبة دور حزب الكتائب.

0 تعليق

التعليقات