على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تتلاعب أميركا بنا وبكم وبكنّ في مسألة الحدود البحريّة، كما هي تلاعبت بقصّة فتح خط مباشر لطيران الشرق الأوسط مع الولايات المتحدة. هي دائماً تتذرّع بالتقني كي تخفي وتطمس ما هو سياسي محض ــــ وما هو في صالح إسرائيل. أميركا في عهد كلينتون كانت واضحة: فتح خط طيران مباشر بين بيروت ونيويورك يكون تتويجاً لتطبيع لبنان مع إسرائيل. وإعلان إطار التفاوض الذي أعلنه نبيه برّي (بلغة الحكومة الأميركيّة وفيه إشارة إلى «حكومة إسرائيل» من قبل رئيس حركة تعتبر إسرائيل «شرّاً مطلقاً») في آخر عهد ترامب فتح المجال لأميركا كي تتلاعب بنا وأصبح الصراع حول أيّ خط نقبل وهناك مواطن إسرائيلي ــ أميركي ارتضى به الرؤساء الثلاثة كي يُقرّب وجهات النظر بيننا وبين دولة العدوّ التي حاربنا في جيشها. كنتُ أتحدّث مع صديق فلسطيني عزيز مُقيم في واشنطن وأبدى امتعاضاً من طريقة التعاطي اللبناني. قال لي (وهو مهندس): الحدود البحريّة هي علم وليس سياسة. الحدود البحريّة تتبع الخط البرّي. هي واضحة ولا يجب أن يكون هناك لبس فيها. والخط الاقتصادي البحري لا يحتمل التأويل والمناظرة. قال: إذا كان هناك بلد آخر على الجانب الآخر من الحدود البحريّة في الحيّز الاقتصادي، فالمنطقة الاقتصادية تُقسم بالتساوي. إن الخلاف بين خط 23 والخط 29 هو سياسة وليس علماً. واصطناع التضاد بين الخط 23 والخط 29 هو محاولة أميركيّة ــ إسرائيليّة واضحة لتوريط الحزب: لتوريطه إما بالإحجام أو بالإقدام العسكري والصحافة الصهيونية العربيّة (مثل «الشرق الأوسط») اتهمته بداية بالصمت عن الموضوع وعندما ألقى نصرالله خطاباً حول الموضوع لامته في عناوين مثيرة واتهمته بالتصعيد وأخذ البلاد نحو الحرب. أميركا وإسرائيل ليستا الطرف المناسب للتوسّط بيننا وبين…التحالف الأميركي ــ الإسرائيلي. هناك وساطات محايدة وقانون دولي ومحكمة العدل الدوليّة، وآخر من يجب أن نلجأ إليه هو أميركا للوقوف في موقف حياد بيننا وبين حليف لها، وتقول إنّه لا حيادَ لها في خلافه مع العرب.

0 تعليق

التعليقات