على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

جهاد الخازن صحافي موهوب كان يمكن أن يكون شأنه في الصحافة مختلفاً لو اختطَّ طريقاً حرّاً. هو مطّلع وله أسلوب جميل ويحفظ الشعر مثل الندماء. عمل في «الحياة» في الستينيّات وواظب على العمل في إعلام آل سعود وحتى في مؤسّسات الأمراء. لكنّه برز في السبعينيّات عندما طُلب منه إعداد تقارير عن الإعلام الغربي للملك فهد عندما كان يقضي واحدة من إجازاته في أوروبا (هل هناك غير شيوخ وأمراء النفط يقضون أشهراً طويلة في إجازات خارج بلادهم؟ كانوا يصطافون في لبنان بين عاليه وبحمدون وملاهي الزيتونة ويُقال إنّ جابر الأحمد كان وحده يبقى في الكويت). أحبّ الملك فهد جهاد الخازن وأحبّه الأمير سلمان (في حينه) ورأَس تحرير «الحياة» (لخالد بن سلطان) و«الشرق الأوسط» في ما بعد (لسلمان وأولاده). وكان يُعتبر بين الإعلاميّين العرب (على ما قاله لي صحافي لبناني في «الحياة») المثال والقدوة لأنّ خالد بن سلطان ابتاع له منزلاً في «نايتسبريدج». كان يُقال للإعلاميّين: لو أنتم مشيتم على خطّ الطاعة والولاء فقد ينعم أمير ما عليكم بمنزل في لندن. لكن بالرغم من دور الخازن في الإعلام هو كان بوقاً. أذكر مرّة في التسعينيّات بعد وفاة أمير بحريني قرأت له مرثيّة جعلت من الأمير نابغة عصره. كتبتُ له قلتُ: هل هناك أمير أو شيخ لم تجعل منه بعد وفاته نابغة وبطلاً من أجل فلسطين؟ كتب لي بالحرف: ماذا أقول؟ معك حقّ. مرّة ظهر على «الجزيرة» بعد ختام سلسلة «شهادة مع العصر» مع الأمير طلال بن عبد العزيز. سألوه عن الأمير فقال من باب المزاح: سموّ الأمير على طريقة «خالف تُعرف». فما كان من الأمير إلّا أن قرّعه وأهانه وأثار مسائل شخصيّة غير معروفة للمشاهد من نوع: نحن نعرف ماذا كنت تفعل وكذا وكيت. قلتُ يومها: هل يستحقّ المنزل في «نايتسبريدج» أو في جنّة عدن أن يُهان المرء بهذه الطريقة ولا يستطيع الردّ لا بل إنّ الخازن جهد للاعتذار ولو كان قربه لقبَّل يديه.

  • عبد الرحمن البزري: حقيقة جدري القرود في لبنان… وما هو جدري القوارض؟

0 تعليق

التعليقات