على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لم أقرأ مذكّرات صائب سلام بعد. قرأتُ ما نُشر منها في «الشرق الأوسط». سعر المذكّرات على موقع «مكتبة أنطوان» هو 930 دولاراً (لكن السعر ليس صحيحاً لأنّها تُباع بـ 57 دولاراً). صائب سلام عمل مع الصحافي شكري نصر الله على كتابة مذكّراته في جنيف. كان نصر الله يسجّلها له على كاسيتّات على مدى أشهر. كتب نصر الله عن ذلك في كتابه «مذكرات قبل أوانها». سمير عطالله كتب في «الشرق الأوسط» أنّ صائب سلام اعتنى بتنقيح وتحرير المذكّرات. هذا غير أكيد: كان سلام فصيحاً وبليغاً باللغة العربية ومن الواضح أنّ المذكرات مُفرّغة من شريط من دون تعديل أو تحرير، ما يُضفي طابعاً غير أدبي عليها. وتمّام سلام تمنّع لسنوات عن نشر المذكّرات لأنّها تتضمّن نقداً للنظام السوري، مع أسباب أخرى. ما طلعتُ به من المذكّرات المنشورة أنّ: 1) كم أنّه كان حقوداً، يحمل الضغائن ويمضي بها إلى القبر. ضغائن شتّى ضدّ خصوم شتّى. 2) كم أنّ المذكّرات تبالغ في دور صائب سلام. ليس من المبالغة القول إنّ الدور السياسي لسلام تعطّل عند استقالته الشهيرة في نيسان 1973 ـــ باستثناء مرحلة قصيرة في حصار بيروت لأنّه كان وسيطاً بين قيادة «فتح» وبين الإدارة الأميركية واليمين اللبناني. 3) يعترف بأنّ أمله خاب ببشير الجميّل، بعدما كان عوَّل عليه بإيعاز سعودي (كل شيء عند سلام كان بإيعاز سعودي). 4) يتهم سلام جنبلاط بمماشاة الأميركيّين، وكان بين سلام وجنبلاط عداوة لم تشهدها السياسة اللبنانية من قبل أو بعد. 5) يروي مشهداً عن ياسر عرفات يهدّد فيه بقصف جونية. وهذا المشهد يعطي صورة عن نكبة الشعب الفلسطيني بقيادة عرفات الخرقاء. 6) يتحدّث سلام عن جانب غير معروف عن دور وليد جنبلاط في حصار بيروت: كيف أنّه كان يهدّد ويبتزّ المقاومة الفلسطينيّة من أجل الخروج من بيروت. جنبلاط هدّد بجلب جماعته من الجبل كي تتظاهر ضد منظّمة التحرير لطردها من بيروت. المفارقة أنّ موقف «أمل» (في بيروت) أثناء الحصار كان ألطف من موقف جنبلاط، مع أنّ الحركة كانت تخوض معارك مع «فتح» قبل الاجتياح.

0 تعليق

التعليقات