على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

للمرّة الأولى في تاريخها، تعترف إسرائيل بحيازتها سلاحاً نووياً. رئيس الوزراء لمّح في تصريح له إلى سلاح إسرائيل النووي وأنه ــــ كالعادة في تسويغات إسرائيل لعدوانها وجرائمها ــــ يبقيها على قيد الحياة. ونوّه لابيد ببن غوريون لأنّه كان المُبادر في بناء السلاح النووي. بن غوريون أبو جرائم إسرائيل الذي لم نعد نتحدّث عنه في الإعلام العربي لأننا مشغولون بما هو أهم: إنّ مسؤولاً إيرانيّاً تبجّح بنفوذ إيران في بعض الدول العربية. كل جريمة وكل مجزرة وجريمة حرب ترتكبها إسرائيل لأنّها تُعتبر مسألة حياة أو موت لها. ليس هناك من حيّز رمادي في بروباغندا العدوّ: كل أعدائه نازيّون وكلّهم، حتى ميليشيات لا تمتلك قدرات الدولة، تشكّل تهديداً خطيراً على وجوده، ونيّاته الجرميّة ضدهم هي مسألة حياة أو موت. لكنّ كلام لابيد لم يحظَ بأيّ تغطية في الغرب وهو بالكاد ذُكر في صحافة العرب. هذه المرّة، هناك شيء نافر في الموضوع: صحافة الخليج (أي صحافة السيطرة على عقول العرب) تتناول بالتكرار أخطاراً متخيّلة لسلاح نووي إيراني غير موجود. ليس من بيان خليجي أو بيان للجامعة العربيّة يخلو من التحذير من سلاح نووي إيراني غير موجود، فيما ترسانة من السلاح النووي الإسرائيلي لا تلقى أيّ اعتراض. إسرائيل باتت الجامعة العربية وهي مجلس التعاون الخليجي. أعداء إسرائيل هم أعداء العرب وأصدقاؤها هم أصدقاء العرب ــــ بحسب عقليّة حكام السعوديّة والإمارات. لكنّ العكس كان صحيحاً في الماضي: كلّ أعداء إسرائيل كانوا حكماً أصدقاء العرب وكلّ أصدقاء إسرائيل كانوا أعداء للعرب (لا يجب أن يكون كل أعداء إسرائيل حكماً أصدقاء العرب لأنّنا، مثلاً، لا نريد أن نكون أصدقاء للنازيّين). صمت عربي مطبق ــــ رسمي وشعبي ــــ إزاء اعتراف إسرائيل ــــ لا بل تهديد إسرائيل ــــ بقنابلها النوويّة التي تزنّرنا من كل جانب. الدولة التي لها سجلّ طويل من جرائم الحرب والعدوان تهدّدنا بالنووي وهناك من يقول لنا صبحَ مساءَ: إنّ السلاح النووي الإيراني الوهمي يهدّد الأمن القومي العربي (هل الأمنُ القومي العربي بات توأماً للأمن القومي الإسرائيلي؟).

0 تعليق

التعليقات