على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الانعزاليّة لم تعد تعني ــــ كما في سنوات الحرب ــــ الأحزاب اليمينيّة التقليدية من كتائب وأحرار وحرّاس أرز. رفيق الحريري هو انعزالية، وليس صدفة أنّ أساسيّين من فريق عمله كانوا من خرّيجي مدرسة 17 أيّار (داوود الصايغ كان الناطق الرسمي باسم الوفد اللبناني في المفاوضات مع إسرائيل وانتقاه الحريري مستشاراً خاصاً له، وجوني عبده كان المرافق اللبناني لأرييل شارون في تجواله في بيروت قبل الاجتياح وبعده). «ميغافون» والياس عطالله هم انعزالية أيضاً. الشريط الذي أطلقته «ميغا ناتو» قبل أيام عن صيف 1982 هو السردية الكتائبية بلبوس «مودرن»: 1) وصفوا بشير الجميل بـ «رمز المقاومة المسيحية». 2) برّروا وساقوا التحالف ــــ مش تعامل ـــ مع إسرائيل بحجة السيادة، يعني مثل سعد حداد. 3) لخّصوا برنامج اليمين الميلشياوي بالسيادة. 4) خلطوا عن قصد بين أمل وحزب الله لإدانة الحزب: الحزب لم يخض أي اشتباكات مع اليسار (لم يكن موجوداً) قبل الاجتياح فقالوا: «أمل والحزب»، كما الاغتيالات. 5) وضعوا قصاصات ورقيّة ضد لقمان سليم كجزء من خطة الحزب الإقليمية. 6) زعموا أنّ «جمّول» حرّرت بيروت والحزب أتى متأخّراً لإتمام عمليات معدودة (أكبر العمليات في 1982 و1983 لم تكن لجمّول). 7) ردّدوا مقولة إعلام الخليج (الذي يحب اليسار هذه الأيام. كيف لا واليسار على شاكلة عطالله ومنير بركات؟) ولأنّ الشيوعيين كانوا في طريقهم للقيام بعمليات ضخمة لكن سوريا والحزب منعوهم (مثل «ما خلونا» لجبران باسيل). 8) شيطنوا اليسار الحقيقي الذي يقول بالصراع الطبقي والصراع مع إسرائيل وفضّلوا عليه اليسار المتحالف مع حزب الكتائب. 9) لاموا الحزب لأنّه بالرغم من تحريره الأرض فإنّه أقام قوّة ردع ضد إسرائيل… فقط (هذه لم أفهمها صراحة). 10) نسيان تفصيل صغير وهو أنّ قادة جمّول السياسيّين والعسكريّين (حتى لا ننسى القائد العام لجمّول الياس عطالله) كانوا متحالفين مع النظام السوري ويقيمون المآدب لقادة المخابرات عندما كان غازي كنعان يرتكب مجزرة ضد عناصر الحزب في بيروت. 11) المختصر أنّ «ميغافون» قرّر أنّ بشير الجميل وصل إلى الرئاسة بالاقتراع الحرّ الديموقراطي.

0 تعليق

التعليقات