على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك دول تستعملها أميركا في صراعاتها الإقليميّة والعالميّة وتدمّرها في المحصّلة. أفغانستان لن تقوم لها قائمة قبل سنواتٍ طويلة. أدوات الغرب والخليج في لبنان يتناسون أنّنا نعاني في هذا البلد في عيشنا من جرّاء سياسات الغرب التدميريّة في الشرق الأوسط في الحرب الباردة. استخدمت أميركا لبنان لمحاربة عبد الناصر: كانت صحافة لبنان في أكثرها (كان عدد الصحف مشبوهاً في وفرته) مموّلة من الغرب والخليج من أجل مقارعة شعبيّة عبد الناصر. كان يُقال إن الإعلانات المبوّبة في صحيفتَي «النهار» و«الحياة» كانت تحمل إشارات ورسائل من قبل أجهزة الاستخبارات الغربيّة لمخاطبة عملائها في المنطقة. بعد وفاة عبد الناصر، لم تخمد شهيّة الغرب في استعمال لبنان. قبل أن تستعمل منظمة التحرير الفلسطينيّة لبنان ــــ حسب السرديّة الانعزاليّة ــــ كانت أميركا وإسرائيل تستخدمان لبنان لمحاربة اليسار والمقاومة الفلسطينيّة. النقابي الشيوعي الفاعل، مصطفى العريس، كان مُطارداً حول العالم في جولاته لحضور مؤتمرات نقابيّة مرعيّة من قبل الاتحاد السوفياتي. لبنان كان محطة للعمل الصهيوني: كان هناك أحزاب وشخصيّات تقاتل الشعب اللبناني من أجل إسرائيل ومصالحها الماليّة. من كان يملك اليخت الذي أقلّ جوزيف أبو خليل وصحِبه من جونية إلى إسرائيل عام 1976؟ أميركا دمّرت ليبيا من أجل خلق نقطة نفوذ في شمال أفريقيا. واليوم، الغرب يستخدم أوكرانيا وسيضمن تدميرها. لا يمكن لروسيا أن توقف الحرب قبل أن تكسح خصمها: لو أنّ روسيا خسرت الحرب ستنتقل من مرتبة القوّة الثانية إلى القوة الثالثة أو الرابعة. من منظورها، عليها أن تربح الحرب مهما طال الزمن. والآن، أميركا، باعترافها، تراكم تجميع السلاح في تايوان لأنّه ليس من طرق بريّة لإمدادها في حالة الحرب. أميركا تستعدّ لحروب طويلة جداً ضد أعدائها. لن تترجّل بسهولة من موقعها كالمُسيطرة على مقدّرات العالم. ومكامن الضعف البنيوي (خصوصاً في النظام السياسي الأميركي) لا تُنقص من إصرار أميركا على إبعاد المنافسين بل ستزيد من إصرارها. نحن نواجه أخطر أزمة عالميّة منذ الحرب العالميّة الثانية. احتمال السلاح النووي أكبر من أزمة الصواريخ الكوبية.

0 تعليق

التعليقات