على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

نظريّة الإلهاء. إنفاق هائل من دول الخليج على شؤون الترفيه. تركي آل الشيخ أصبح نافذاً لأنّه يمتلك ميزانية هائلة للترفيه في السعودية. كلّ الفنانين والإعلاميّين العرب يطلبون ودّه. حفلات شبه يوميّة في الرياض واستيراد أسوأ ما في الغرب من فنّ ومصارعة وعروض. إنّها ثقافة لاس فيغاس التي سلبت عقول أمراء آل الخليج على مرّ العقود. كانت لاس فيغاس مقصد حجّ لكلّ الأمراء والشيوخ كما كانت محلّة الزيتونة في بيروت. كان الأمراء والشيوخ اقتنوا قصوراً في لبنان كي يكونوا بقرب ما كانت محلّة الزيتونة تقدّمه إلى الزبائن. لاس فيغاس هي الزيتونة لكن مع بهرجة وابتذال وسوقيّة أكبر. حتى تخطيط الفندق الذي يطلّ على الكعبة من فوق هو نقل للذوق الفني للاس فيغاس. السعودية اليوم تريد الإلهاء كي ينصرف الشعب السعودي عن شؤون السياسة وينسى القمع الظالم. الشيء نفسه في الثقافة العربية: يريدون نقل الاهتمام الشبابي من فلسطين إلى الرقص والغناء ــــ كما تقرّره أذواق الشيوخ والأمراء. وهذه الأذواق هي التي جعلت من إليسا ذروة الفنّ في عالمنا، والتي لديها ملايين المتابعين. حتى فيروز لو فتحت حساباً لن يكون لديها 15 مليون متابع. هذه جيوش إلكترونية تعمل من أجلكم، أو لقمعكم من أجلكم. الجيوش الإلكترونية تدعم حسابات بغرض الإمعان في الترفيه والإلهاء كما أنّ الـ «تايمز» اللندنية كشفت أنّ حكومة الإمارات تدفع لحسابات على المواقع للترويج للنظام (وأضافت الصحيفة أنّ الحسابات تساهم أيضاً في سياحة الدعارة المزدهرة في الإمارات). الإنفاق الرياضي من قطر والسعودية والإمارات هو من ضمن ثقافة الإلهاء: تحوير أنظار الشباب العربي حتى لا يروا إلّا أبراجاً وصروحاً ويخوتاً وحفلات غناء ورقص ومباريات رياضيّة من كلّ الأنواع، بما فيها مباريات جري للذباب والقنافذ. الثقافة السياسة والشعبيّة ليست شيئاً ثابتاً، بل هي خاضعة للتأثير. عبد الناصر في واحدة من أهم منجزاته، غيّر الثقافة السياسية العربيّة برمّتها واستغرق الأمر عقوداً ومليارات من أجل تدمير ونسف ثقافة عبد الناصر القومية. إليسا في «أولمبيا باريس» حيث غنّت أم كلثوم.

0 تعليق

التعليقات