على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

على عائلة ومُحبِّي علي الهادي طليس أن يبعدوه عن الإعلام، وبسرعة. هو يُلحق ضرراً بنفسه وبطموحاته وفي سن مُبكرة. كما أنه أقحم بلدة بريتال المظلومة في موضوع مباهاته الفارغة، مع أنّ البلدة عانت الكثير من تشنيعات تنميطيّة. علي الهادي طليس نتاج أمراض عويصة في الثقافة الشعبية اللبنانيّة وفي منافسات المباهاة الطائفيّة. قبل الحرب، كان المسيحيّون من خلال سعيد عقل و«النهار» يبرزون في المباهاة بأفذاذ وعباقرة من المسيحيّين. كانت أخبار (كاذبة) عن لبنانيّين «يكتشفون» أدوية للسرطان ترد بانتظام في الإعلام. وهذا النوع من المباهاة هو نتاج عقليّة التفوّق المسيحي التي تأسّسَ عليها لبنان من قبل المُستعمِر. احتاجت الطوائف الأخرى، خصوصاً الشيعة الذين عانوا كثيراً من الاضطهاد والتنميط والتحقير الطبقي والمناطقي من الأكثريّة والأقليّة على حدّ سواء، إلى الفذاذة. من هنا نفهم قصّة حسن كامل الصبّاح (كتبتُ عنها من قبل وتلقيتُ بسببها احتجاجات) التي شابها الكثير من المبالغات الفظيعة. طبعاً، الفذاذة والتفوّق ليسا حكراً على طائفة أو عرق، وعلى اللبنانيّين الذين يحتقرون الهنود والباكستانيّين زيارة «وادي السيليكون» لتبيّن نسبة العلماء من باكستان والهند هناك. ومرض المباهاة الفارغة بعباقرة في الطائفة يصيب الشيعة والمسيحيّين، وقلّما يصيب السنة والدروز. هو مرض أقلّوي، لكن الاعتزاز القومي عزّز من الثقة الدرزيّة بالنفس نظراً إلى الدور التاريخي النافذ. ومرض العالميّة مرض لبناني بامتياز أسهمت فيه جريدة «النهار» بالاشتراك مع سعيد عقل والعقليّة الانعزاليّة الطائفية التي أرادت تعظيم التفوّق الجينيّ المسيحي لتسويغ حكم الأقليّة الطائفيّة على المسلمين (تماماً مثل جنوب أفريقيا وإسرائيل). والكل يبحث عن عبقري. وطليس ينشط في العلاقات العامّة أكثر مما ينشط في العلوم، وبراعته الكبرى هي في الفوتوشوب والتزوير والثقة المفرطة بالنفس. الثقافة العلميّة المتدنّية عند الناس تسمح بشيوع الأباطيل من هذا النوع. طليس يزعم أنّه «اخترع» ما هو موجود في السوق أصلاً. يجب تشكيل لجنة علميّة لإخضاع كل المزاعم للتمحيص ولنقلع عن الاهتمام بشركة غينيس، وهي ليست شركة علم ومعارف. هي التي تشهد على أكبر جاط تبّولة.

0 تعليق

التعليقات