على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

النظام الإيراني في أزمة. لا ينفع الإنكار. أنصاره في لبنان أكثر ولاءً له من الكثير من الإيرانيّين. هذا لا يعني أنّ ليس للنظام من قاعدة شعبيّة عريضة. هو ليس حزب البعث الذي اعتمد فقط على القمع في الحكم. لا يمكن نسب كل الاحتجاجات إلى مؤامرة أميركيّة ــ خليجيّة ــ إسرائيليّة، مع أنّ هناك، حتماً، مؤامرة أميركيّة ــ خليجيّة ــ إسرائيليّة ضد النظام. السعودية تموِّل شبكات هائلة من منظمات «حقوقيّة» وإعلام معارض للنظام. تقرأ في الصحف العربيّة أخباراً عن إيران وهي تعتمد على منظّمات مموّلة من السعوديّة والغرب، مثل تغطية الوضع في سوريا بناءً على منظمات مموّلة من الغرب والخليج. صحيح أنّ هناك تنوّعاً في إيران أكبر مما هو عليه في معظم دول الخليج، ويمكن الهتاف ضد النظام من دون أن تخشى على رأسك كما في السعوديّة. لكن هذا لا يكفي. سقف طموحات الشباب الإيراني أكبر من سقف السياسة في الخليج. غربلة أسماء المرشحين للرئاسة كانت أكثر تشدّداً من قبل. ضمِن المُرشد مجيء شخص أصرّ على معركة الفضيلة، وهذه هي نتائجها. لا يمكن في القرن الحادي والعشرين فرض لباس على المرأة، كما لا يمكن منع حجاب المرأة، كما تفعل بعض دول الغرب. النظام لا يستطيع أن يرخي أو أن يتراجع. لو أنّه تراجع عن فرض الحجاب، سيزيد حجم الاحتجاجات. ولو أصرّ على الفرض، فالأزمة لن تزول. سيكون هناك تراخٍ في التطبيق، لكن من دون إعلان ذلك. لا يمكن إسقاط نظام إذا كان يمتلك قاعدة شعبيّة. كوبا عبر العقود أكبر مثال، كما النظام الناصري. لم يسبق أن تكالبت قوى الغرب والرجعيّة العربيّة وإسرائيل ضد نظام كما فعلت ضد كوبا والنظام الناصري، وفشلت لأن القاعدة الشعبيّة كانت عريضة. هل تحمي القاعدة الشعبيّة نظام الحكم؟ مهما حصل، الذين يظنّون أنّ حزب الله سيزول من الوجود بسقوط النظام الإيراني واهمون. على العكس: بغياب النظام الإيراني، حزب الله سيقوى ويتشدّد وسيكون متحفّزاً أكثر فأكثر. هل يتمنّى أعداء الحزب في لبنان ما لن يكون في صالحهم؟

0 تعليق

التعليقات