على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

في الوقت الذي أثبت فيه العرب في قطر أنّ كل الأنظار تشخصُ نحو فلسطين، وفي الوقت الذي يتأكد فيه كل يوم أنّ طغاة التطبيع في وادٍ والشعب العربي في واد، علّقَ الشعب العربي ـــــ وشعوب العالم الثالث ــــ آمالهم على مؤتمر لـ «المجلس الثوري» لحركة «فتح» المظفّرة في رام الله. ولحركة «فتح» المظفّرة قيادتان لا واحدة: قيادة عليا تحت اسم «اللجنة المركزيّة» (على نسق اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي السوفياتي زمن سوسلوف وصحبه)، وهناك أيضاً «المجلس الثوري» المولج بشأن الثورات التي أشعلتها حركة «فتح» في الدواوين الأميريّة والملكيّة في الخليج. ليس لحزب غير «فتح» من «مجلس ثوري». أي أنّ الحركة هذه لديها مجلس لإشعال الثورات متى صدر القرار. تنظر في صورة الصفّ الأول من اجتماع «المجلس الثوري» وترى وجوهاً كالحة متكلّسة أثقلها الفساد عبر السنين. بعض هذه الوجوه تخرّجت من فساد رام الله، وبعضها الآخر تخرّج من فساد تجربة بيروت. لكن ما هي قرارات «المجلس الثوري»؟ يا أيّها العرب، تحت قيادة محمود عبّاس الثوري قرّر «المجلس الثوري» أن «المقاومة واجب وطنيّ ملزمٌ للجميع». لكن حركة «فتح» بلسان قائدها محمود عبّاس لا تنفك عن تكرار لازمة أنّها تخلّت قطعاً عن الكفاح المسلّح وأنّ العنف غير مفيد للقضيّة. إذن ما هو خيار المقاومة الذي يتحدّث عنه «المجلس الثوري»؟ هو خيار ما يسمّيه عبّاس بـ «المقاومة الشعبيّة». و«المقاومة الشعبيّة» تشمل فيما تشمل التنسيق الأمني مع العدوّ لأنّ هذا يشكّل أعلى مراحل «المقاومة الشعبيّة». و«المجلس الثوري» (الفائق الثوريّة إلى درجة يستحق تسميته بـ «المجلس الثوري جداً») وصل إلى استنتاج خطير في مؤتمره الجاري، إذ أشار بصورة دراماتيكيّة إلى «تحوّل إسرائيل إلى دولة فصل عنصري». هذا كلام خطير ويستوجب اهتماماً من العرب أجمعين. يقول «المجلس الثوري جداً» أنّ الديموقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط، أي إسرائيل، التي جعلت من الصحراء القاحلة يمناً سعيداً، تحوّلت هذا الأسبوع إلى دولة فصل عنصري. وعبّاس ردّاً على هذا الاستنتاج الخطير دعا إلى «التكاتف» ــــ بينه وبين قادة الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة.

0 تعليق

التعليقات