على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أسقطت أميركا المنطاد الصيني. منطاد صيني فوق الأجواء الأميركيّة، يا للهول. تقول «نيويورك تايمز» في عنوان: لقد أثارَ المنطاد الخوف والرعب في السكّان. هذه تذكّر عندما يحصي الإعلام الصهيوني الغربي «الضحايا» بين الطرفيْن في الصراع بين الشعب الفلسطيني ودولة العدوّ ويُدخل في أرقام الضحايا هؤلاء الذين أصيبوا «بصدمة»، بسبب صوت المفرقعات الناريّة الفلسطينيّة في مواجهة صواريخ الطائرات الإسرائيليّة المقاتلة. المنطاد عمل عدواني من قبل دولة لديها قاعدة عسكريّة واحدة حول العالم (لدى أميركا 800 قاعدة عسكريّة حول العالم وهي زادت أخيراً عدد القواعد العسكريّة الأميركية في الفيليبين من 4 إلى 5 ـــ والفيليبين كانت مُستعمرة أميركية، لا يزال الإعلام العربي من مدرسة التمويل الغربي مثل «النهار» يكتب أنْ ليس لأميركا تاريخٌ استعماريٌّ). والمفارقة أنّ «بوليتكو» نشرت قبل سنة مقالة عن أنّ أميركا تطوِّر مناطيد تجسّس ضدّ... الصين وروسيا. لكنّ أميركا مهضومة عندما تفعلها، فيما الصين هي عدوانيّة ـــ حسب وصف «ميغافون» ومواقع التمويل الحكومي الغربي ـــ المستقل، إيّاكم أن تنسوا وصف المستقل عن الإعلام المُمَوَّل من حكومات الغرب في بلادنا. ولقد رصدت أميركا أخيراً في أموال سطت عليها من روسيا تمويل مواقع إعلاميّة روسيّة... «مستقلّة»، حسب وصف الحكومة هنا. آه، لو أنّ غزوة «الصدمة والرعب» التي نكبت أميركا العراق بها تألّفت من مناطيد وليس طائرات قاذفات. وأميركا ترسل طائرات تجسّس فوق الأجواء الصينيّة باستمرار وأساطيلها منتشرة حول الصين، كما تنتشر في المياه الخليجيّة. وفي نيسان 2001 اصطدمت طائرة تجسّس تابعة للبحريّة الأميركيّة بطائرة صينيّة فوق... الصين. طبعاً، أميركا كعادتها تصنّعت البراءة وزعمت أنّ الطائرة كانت على بعد 70 ميلاً من الصين. لكن ماذا كانت طائرة التجسّس الأميركيّة تفعل على بعد 70 ميلاً من الصين؟ حتماً، هي كانت في مهمّة إنسانيّة. الصين أرسلت منطاداً فيما أميركا ترسل مناطيد وصواريخ وقنابل حول العالم. لا للعدوان الصيني حول العالم. لنترك أميركا تنشر السلام والسكينة حول العالم. هذا هو عنوان النظام العالمي الجديد الذي دشّنته أميركا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

0 تعليق

التعليقات