على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

محافظ بعلبك ــ الهرمل، بشير خضر، يتعلّم الإنسانيّة من حزب الكتائب اللبنانيّة. هو سُرَّ بثناء حزب الكتائب على مواقفه الأخيرة عن اللاجئين السوريّين، فأعاد تغريد مديح سليم الصايغ له. بشير خضر يصعد في سلّم الشعبيّة الديموغاجيّة. قد يجد نفسه محمولاً على الأكفّ مثل ميشال المرّ في بتغرين. في كل مجتمع هناك الفئات الضعيفة التي لا معين ولا سند لها. هؤلاء يصبحون كبش فداء وهدف الملامة. بشير خضر طلع بتحليلات اقتصاديّة تتقاطع مع تحليلات الحركات العنصريّة المعادية للمهاجرين في دول الغرب. خضر يضرب على وتر معاداة اللاجئين السوريّين، وهو يصرّ على مصطلح النازحين كأنّ اللاجئين السوريّين وفدوا إلى لبنان في زيارة سياحيّة. كلام خضر استقطب تأييداً من الجهات المتعارضة في لبنان، وكان هناك استنكار لنقده. هناك من لم يرَ مكمن العنصريّة في كلامه. إعلاميّون ضد العنصريّة وضد التمييز زادوا على كلامه ودافعوا عنه. كلهم، «كلهم يعني كلهم»، يجمعون على رفض التعاطف مع اللاجئين السوريّين. الحملات العنصريّة ضد الشعب السوري في لبنان دشّنتها حركة 14 آذار. حتى الساعة، هناك مئات من العمّال السوريّين المفقودين: هؤلاء قُتلوا في عاليه وفي غيرها من قبل المتأثّرين بالحملات العنصريّة التي قادها دعاة الحريّة والاستقلال. هؤلاء جعلوا من كل العمّال السوريّين عملاء مخابرات سوريّة. خضر يشكو من انخفاض قيمة مرتّبه وهو يضع اللائمة على اللاجئين السوريّين. خطاب خضر يزعجني بصورة خاصّة لأنّه يتطابق مع الخطاب العنصري الأبيض ضدّ المهاجرين من جنوب القارّة. الحجج والذرائع نفسها. لا، ويزعم خضر (بنفس مصطلحات بشير الجميّل وعنصريّة الكتائب عن اللاجئين الفلسطينيّين) أنّ لبنان قام بواجب الضيافة نحو السوريّين. اللاجئون يفيدون اقتصاد لبنان أكثر بكثير مما يأخذون من طريق بشير خضر. صحيح، يمكن عودة اللاجئين، لكنّ الذي يمنع عودتهم ليس مجهولاً، بل هو دولة اسمها أميركا مع حلفائها في الغرب وإسرائيل، لأنّهم يقولون جهاراً: لا إعمار في سوريا قبل تحقيق مطالب إسرائيل وأميركا فيها. لو أنّ بشير خضر وجّه كلامه إلى الأقوياء بدلاً من اللاجئين الضعفاء.

0 تعليق

التعليقات