على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

دول التطبيع في حرج من أمرها. الإمارات تحالفت مع إسرائيل على أساس أنّها ستحمل رصيد تحسين أداء دولة العدوّ في نظر الرأي العام العربي. كانت تتوقّع مفاوضات متوالية لـ «السلام». والسفير الإماراتي في واشنطن ركّب فكرة الترويج لقدرة الإمارات على إرجاع إسرائيل إلى مسيرة التفاهم مع السلطة الفلسطينيّة. ومسيرة السلام هي ليست إلا خدعة هدفت إلى ستر عدوان إسرائيل واحتلالها. عرفات انخدع بمسيرة السلام وخدع الرأي العام العربي معه. الحكومة الأميركية أرادت أن تقنع دول العرب والعالم النامي بأنّ إسرائيل وبالرغم من عدوانها واحتلالها تريد السلام. والمشروع السعودي للسلام كان أيضاً محاولة لإنقاذ إسرائيل من نفسها. لكنّ إسرائيل كانت صريحة وصادقة: ليست في وارد السعي للسلام لأنها تصرّ على الاستسلام العربي مقابل لا شيء. صيغة دول التطبيع مع إسرائيل لم تحقّق للعرب أي إنجاز أو مكسب، حتى بالمعيار الساداتي (أصبح لأنور السادات تنظيم خاص برسالته في مدينة صيدا، باسم «التنظيم الشعبي الساداتي»). بالعكس، كل الاتفاقات العربيّة مع إسرائيل كانت على حساب المصلحة السياديّة لكل الدول العربيّة. لبنان خسر سيادته كما مصر وكما الأردن. أما دولة الإمارات والسودان والبحرين: فإنّها، مثل 17 أيّار في لبنان، وقّعت على التنصّل من القضيّة الفلسطينيّة بصورة رسميّة. لكنّ الدول الغربيّة باتت قلقة من سقوط إسرائيل في نظر الرأي العام الغربي. استطلاع رأي جديد أظهر للمرّة الأولى أنّ جمهور الحزب الديموقراطي بات أكثر تأييداً لفلسطين من إسرائيل. أين تقف دول التطبيع من تنامي أقصى اليمين المتطرّف الذي لا يكترث للسلام مع أنظمة الخليج لأنّ مصلحة الاستيطان والعنصريّة تتفوّق على مصلحة إسرائيل الدبلوماسيّة؟ الإمارات توقّع على اتفاقات أمنية وعسكريّة وتجاريّة بصورة دوريّة. تسرّبت أخبار عن تجميد بعض الاتفاقيات، إلا أنّ الإمارات سارعت إلى نفي هذه الأخبار. الإمارات أرادت أن تصل إلى مرحلة اللاعودة في تحالفها مع إسرائيل. لكنّ الإدارة الأميركية تصارح نتنياهو بمخاوفها من المجريات الإسرائيليّة. جو بايدن قلق على مصلحة إسرائيل بسبب المبادرات الجديدة لحكومة نتنياهو. الإمارات مُحرَجة لكنّ نتنياهو يمثّل عروبتها.

0 تعليق

التعليقات