لنقلع في الحديث عن اليهود العرب عن مقولة تسامح الإسلام، لأن التسامح لا يعني المساواة، بل يعني حصراً القبول بعيش أقليّة في موقع دوني تحت طغيان الأكثريّة. لكن بعد قراءة كتابيْن عن يهود لبنان (كتاب كرستن شولتز «يهود لبنان: بين التعايش والصراع» وكتاب تومر ليفي «يهود بيروت»، والأخير كتاب سقيم وركيك)، أقول: 1) سرديّة سامي الجندي عن اليهودي الوطني والقومي العربي المظلوم خياليّة. كان هناك انتشار للصهيونيّة بين اليهود العرب.
2) لا نستطيع التعميم عن وضع اليهود في كل البلدان العربية، لكن في اليمن كان الوضع دوماً سيئاً وفي المغرب أفضل بكثير.
3) في لبنان كان هناك موقع طبقي متقدّم للكثير من العائلات اليهودية.
4) كان هناك تواصل بين المنظّمات الصهيونيّة والجاليات اليهودية في كل البلاد العربيّة.
5) احتفل في بيروت نحو 2000 يهودي بإعلان دولة إسرائيل، تحت أنظار الدولة والمجتمع.
6) كان حزب الكتائب يتلقّى التمويل من الحركة الصهيونيّة ثم حكومة العدوّ لتأمين حماية وادي أبو جميل. انتفع الحزب بالمال الإسرائيلي وتصويت اليهود (بنسب تفوق الـ 95%) له في الانتخابات.
7) هاجر عدد من اليهود من لبنان نحو فلسطين، لكنّ الكثير من اليهود ولّى انتماءه اللبناني على الانتماء الصهيوني الذي ساد بينهم.
8) حاول إميل بستاني ومنير أبو فاضل إقصاء ضباط يهود عن الجيش ومنع اليهود من الخدمة في الدولة لكنّ المحاولة فشلت.
9) لم تكن الدولة اليهوديّة الهدف الأوّل للمهاجرين اليهود. كان الميسورون والفقراء منهم يفضّلون عليها الولايات المتحدة وأوروبا.
10) كان هناك تواصل ما ورسائل بين الدولة اليهودية ويهود لبنان عبر وسطاء (حتماً عبر حزب الكتائب والكنيسة المارونيّة). أخبرني يهودي من بيروت كيف أن عناصر من جيش العدوّ زاروه بعد غزو بيروت (وكانت معهم قائمة بأسماء كل يهود بيروت) وطلبوا منه العودة معهم إلى فلسطين. ورفض ذلك وقال لهم لبنان بلدي.
11) هجرة اليهود من لبنان كانت طوعيّة ولم تكن بسبب حملة من الدولة أو من أحزاب ما.